للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وجاء سبب هذا النهي في حديث أنس أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: «إن الرؤيا تقع على ما تعبر، ومثل ذلك مثل رَجل رفع رِجله فهو ينتظر متى يضعها، فإذا رأى أحدكم رؤيا فلا يحدث بها إلا ناصحًا أو عالمًا» (١).

وفي حديث أبي رزين قال: «ولا يقصها إلا على وادٍّ أو ذي رأي».

وفي رواية قال: «ولا تحدثوا بها إلا عالمًا أو ناصحًا أو لبيبًا» (٢).

قال القاضي أبو بكر بن العربي رحمه الله: "فإن كانت بشرى أو شككت فلا تحدث بها إلا عالمًا أو ناصحًا.

العالم يعبرها له على الخير إذا أمكنه.

والناصح يرشده إلى ما ينفعه، ويعينه عليه.

أما الحبيب فإذا عرف قال: وإن جهل سكت.

وأما اللبيب وهو العاقل العارف بتأويلها فإنه ينبئك بما تعول عليه فيها، وإن ساءته سكت عنك وتركها" (٣).

وقال النووي رحمه الله: "قوله - صلى الله عليه وسلم - في الرؤيا المحبوبة الحسنة «لا تخبر بها إلا من تحب» فسببه أنه إذا أخبر بها من لا يحب ربما حمله البغض والحسد على تفسيرها بمكروه، فقد يقع على تلك الصفة، وإلا فيحصل له في الحال حزن ونكد من سوء تفسيرها والله أعلم" (٤).

وكذا قال الحافظ ابن حجر رحمه الله (٥).


(١) سبق تخريجه.
(٢) سبق تخريجه.
(٣) عارضة الأحوذي (٩/ ١٢٩).
(٤) شرح صحيح مسلم للنووي (١٥/ ١٨).
(٥) انظر: فتح الباري (١٢/ ٤٣١).

<<  <   >  >>