للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

ولهذا سمى النبي - صلى الله عليه وسلم - الرؤيا الصالحة من المبشرات، وقد سبق تفصيل كون الرؤيا الصالحة من المبشرات، وذكر الآيات والأحاديث والآثار الواردة في ذلك.

ولهذا قال الإمام أحمد رحمه الله: "الرؤيا تسر المؤمن ولا تغره" (١).

الثالث: أن يحدث بها ويخبر بها من يحب دون من يكره.

والتحدث بالرؤيا والإخبار بها جاء مطلقًا ومقيدًا، ففي حديث أبي سعيد الخدري مطلقًا دون تقييد «وليحدث بها»، وكذا في حديث أبي هريرة عند أحمد «فليقصها إن شاء» وعند ابن عبد البر «فليذكرها، وليفسرها» وفي حديث عبد الله بن عمرو «فليخبرها بها» وفي حديث ابن عمر «وليذكره».

بينما جاء هذا الإخبار والتحديث مقيدًا بمن يحب كما في حديث أبي قتادة «فلا يحدث بها إلا من يحب» وفي رواية «ولا يخبر إلا من يحب».

وعلى هذا التحديث بالرؤيا الصالحة مستحب، وقد يقال مباح لأنه في بعض الروايات قال: «إن شاء» والأول أقرب، ولا شك أن تقييدها بالأحباب أولى وهم أخص الناس بذكرها لهم.

وقد جاء في حديث أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: «لا تقصوا الرؤيا إلا على عالم أو ناصح» (٢).


(١) الآداب الشرعية لابن مفلح (٣/ ٤٦١).
(٢) أخرجه الترمذي (٢/ ٤٥) والدارمي (٢/ ١٢٦) وقال الترمذي: حديث حسن صحيح، وقال الألباني: إسناده على شرط الشيخين، انظر: سلسلة الأحاديث الصحيحة (١/ ١٨٦) رقم (١١٩).

<<  <   >  >>