للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

فدلت هذه الأحاديث على الآداب التي يلتزم بها المسلم إذا رأى ما يحب، وهذه الآداب كما يلي:

الأول: أن يحمد الله عليها.

الثاني: أن يستبشر بها.

الثالث: أن يتحدث بها ويخبر بها من يحب دون من يكره.

وإليك تفصيل هذه الآداب.

الأول: أن يحمد الله عليها:

لما جاء في حديث أبي سعيد «فليحمد الله» والحمد هو الثناء على الله، سبحانه بالقلب واللسان (١).

الثاني: أن يستبشر بها:

لقوله - صلى الله عليه وسلم - في حديث أبي قتادة «فإن رأى رؤيا حسنة فليُبْشِر».

قال النووي رحمه الله قوله - صلى الله عليه وسلم -: «فليبشر» هكذا هو في معظم الأصول فليبشر بضم الياء وبعدها باء ساكنة من الإبشار والبشرى، وفي بعضها بفتح الياء، وبالنون من النشر وهو الإشاعة، قال القاضي عياض في المشارق والشرح وهو تصحيف (٢)، وفي بعضها «فليستر» بسين مهملة من الستر والله أعلم (٣).

وقال الحافظ ابن حجر: "وقوله: «فليبشر» بفتح التحتانية وسكون الموحدة وضم المعجمة من البشرى وقيل بنون بدل الموحدة أي يحدث بها، وزعم عياض أنها تصحيف، ووقع في بعض النسخ عن مسلم «فليستر» بمهملة ومثناة من الستر" (٤).


(١) انظر: ما يتعلق بتفسير الحمد والشكر في تفسير الطبري (١/ ٤٦) وتفسير ابن كثير (١/ ٢٢).
(٢) انظر: مشارق الأنوار على صحاح الآثار (١/ ١٠٢).
(٣) شرح صحيح مسلم للنووي (١٥/ ١٩).
(٤) فتح الباري (١٢/ ٣٦٩) وانظر: لسان العرب (٤/ ٦٠).

<<  <   >  >>