وعند البخاري قال:«... فليبصق عن يساره وليتعوذ بالله من شرها فإنها لا تضره»(١).
فهذه جملة الآداب التي ينبغي أن يتأدب بها المسلم إذا رأى ما يكره، وقوله - صلى الله عليه وسلم -: «مما يكره» أي يهوله، ويفزعه على ما تقدم في تفسير الحلم وأنه من تخيل الشيطان وتحزينه.
وحاصل هذه الآداب التي أمر بها النبي - صلى الله عليه وسلم - هي ستة آداب كما يلي:
(١) أن يستعيذ بالله من الشيطان ثلاثًا.
(٢) أن يستعيذ بالله من شر ما رأى.
(٣) أن يبصق عن يساره ثلاثًا.
(٤) أن يقوم فيصلي.
(٥) أن يتحول عن جنبه الذي كان عليه إلى الجنب الآخر.
(٦) ألاَّ يحدث بها أحدًا.
وإليك تفصيل هذه الآداب، وبيان الحكمة منها.
أولا: أن يستعيذ بالله من الشيطان ثلاثًا:
وذلك لأن الرؤى المكروهة من تخييل الشيطان وتحزينه وتهويله ليحزن بها الرائي، كما سبق في الأحاديث «والحلم من الشيطان» وفي بعضها «ورؤيا تحزين من الشيطان» وفي بعضها «تخويف من الشيطان»، وفي بعضها «أهاويل من الشيطان»
(١) صحيح البخاري كتاب بدء الخلق ١١ - باب صفة إبليس وجنوده الحديث رقم (٣٢٩٢) (٢/ ٤٤١).