للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وأما معنى الاستعاذة من الشيطان، وصيغ الاستعاذة فهذا مبسوط في مواضعه (١).

ثانيًا: أن يستعيذ بالله من شر ما رأى:

فالاستعاذة بالله مشروعة عند كل أمر يكره، وقد جاء في هذه الأحاديث الأمر لمن رأى رؤيا يكرهها أن يستعيذ بالله من شرها، كما استعاذ بالله من شر الشيطان.

أما صفة التعوذ بالله من شر ما رأى فقد جاء في غير هذه الأحاديث.

فأخرج ابن أبي شيبة وعبد الرزاق عن إبراهيم النخعي قال: "إذا رأى أحدكم رؤيا يكرهها فليقل أعوذ بما عاذت به ملائكة الله ورسله من شر رؤياي التي رأيت الليلة أن تضرني في ديني ودنياي يا رحمن" (٢).

وورد في الاستعاذة من التهويل في المنام ما أخرجه مالك في الموطأ، قال: بلغني أن خالد بن الوليد قال لرسول الله - صلى الله عليه وسلم -: إني أروع في منامي، فقال له رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «قل أعوذ بكلمات الله التامة من غضبه، وعقابه، وشر عباده، ومن همزات الشيطان، وأن يحضرون» (٣).


(١) انظر: جامع البيان في تفسير القرآن للطبري (٣١ - ٣٨) وتفسير القرآن العظيم لابن كثير (١/ ١٢ - ١٦) وتفسير المعوذتين لشيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله، والتفسير القيم لابن القيم (٥٣٨ - ٦٢٤).
(٢) الكتاب المصنف (٦/ ١٨٣) الأثر رقم (٣٠٥٢٨) والمصنف لعبد الرزاق (١١/ ٢١٤) وصحح أسانيدهما الحافظ في فتح الباري (١٢/ ٣٧١).
(٣) الموطأ (٢/ ٩٥٠) قال ابن حجر رحمه الله في فتح الباري (١٢/ ٣٧٢) وأخرجه النسائي من رواية عمر بن شعيب عن أبيه عن جده قال: (كان خالد بن الوليد يفزع في منامه) فذكر نحوه، وزاد في أوله «إذا اضطجعت فقل: بسم الله» فذكره.

<<  <   >  >>