للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

والأسماء والصفات والأفعال وغير ذلك مما لا يعلم به إلا الوحي، ولكن تجرد النفس عون لها على معرفة ذلك، وتلقيه من معدنه أسهل وأقرب وأكثر مما يحصل للنفس المنغمسة في الشواغل البدنية» (١).

ومن الأقوال التي ذكرها ابن القيم رحمه الله ولم ينسبها لأحد ورد عليها وهي قريبة من قول الفلاسفة السابق من بعض الوجوه.

أن هناك من قال: بأن الرؤى كلها علوم وعقائد في النفس تظهر لصاحبها عند انقطاع نفسه عن الشواغل البدنية بالنوم.

قال ابن القيم رحمه الله في رده على هذا القول: "وهذا عين الباطل والمحال، فإن النفس لم يكن فيها قط معرفة هذه الأمور" (٢).

القول الرابع: قول أهل الحق أهل السنة والجماعة:

فقالوا: لا نعدوا قول نبينا - صلى الله عليه وسلم - فقد بين الرؤيا بيانًا واضحًا شافيًا فقسمها إلى ثلاثة أقسام: رؤيا حق من الله عز وجل، والله أعلم بكيفية ذلك، ورؤيا باطلة فهي أضغاث أحلام من تهويل الشيطان وتحزينه وتمثيله لابن آدم، أو مما يحدث به المرء نفسه في اليقظة فيراه في المنام.

فقد أخرج الترمذي والنسائي من حديث أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «الرؤيا ثلاث، فرؤيا حق، ورؤيا يحدث بها الرجل نفسه، ورؤيا تحزين من الشيطان» (٣).


(١) الروح (٣٠).
(٢) المرجع السابق وانظر كذلك: سرح الروح للبقاعي (١٨٣) بتحقيق محمود محمد نصار، مكتبة التراث الإسلامي.
(٣) سبق تخريجه (٤٨).

<<  <   >  >>