للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

يقال: حَلَم بالفتح، إذا رأى وتَحَلَّم إذا ادعى الرؤيا كاذبًا (١).

فالحُلُم بهذا المعنى اللغوي، وهو ما يراه الإنسان في منامه من الخير والشر، فهو مرادف للرؤيا، إلا أنه غلب في الاصطلاح الشرعي استعمال الرؤيا في الخير والشيء الحسن، وغلب استعمال الحلم على خلافه.

يقول ابن الأثير (٢) رحمه الله: «الرؤيا والحلم عبارة عما يراه النائم في نومه من الأشياء،، لكن غلبت الرؤيا على ما يراه من الخير والشيء الحسن، وغلب الحلم على ما يراه من الشر القبيح».

ومنه قوله تعالى: {أَضْغَاثُ أَحْلَامٍ} [يوسف: ٤٤] ويستعمل كل واحد منهما موضع الآخر (٣).

ودل على هذا التفريق أحاديث كثيرة، منها ما أخرجه البخاري رحمه الله من حديث أبي قتادة رضي الله عنه قال: سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: «الرؤيا الصادقة


(١) لسان العرب (١٢/ ١٤٥) وانظر: النهاية في غريب الحديث والأثر (١/ ٤٣٤).
(٢) هو مجد الدين، أبو السعادات المبارك بن محمد الجزري صاحب كتاب جامع الأصول في أحاديث الرسول - صلى الله عليه وسلم - المتوفى سنة (٦٠٦ هـ) وأخواه العلامة، عز الدين أبو الحسن ابن الأثير، صاحب كتاب "الكامل في التاريخ" وأسد الغابة في معرفة الصحابة "المتوفى سنة (٦٣٠ هـ) والوزير ضياء الدين صاحب المثل السائر في أدب الكاتب والشاعر) المتوفى سنة (٦٣٧ هـ) انظر: معجم البلدان لياقوت الحموي (١٧/ ٧١ - ٧٧) ط/ دار المأمون، ووفيات الأعيان لابن خلكان (٣/ ٢٨١ - ٩١) ط/ النهضة المصرية، وشذرات الذهب لابن العماد (٥/ ٢٢ - ٣٢) وسير أعلام النبلاء للذهبي (٢٢/ ٣٥٣) مؤسسة الرسالة، الطبعة الأولى (١٤٠٥ هـ).
(٣) النهاية في غريب الحديث والأثر (١/ ٤٣٤) تحقيق: الماهر الزاوي ومحمود الطناحي.

<<  <   >  >>