للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

من الله والحلم من الشيطان» الحديث (١).

يقول ابن حجر رحمه الله: ظاهر قوله - صلى الله عليه وسلم -: «الرؤيا من الله والحلم من الشيطان» أن التي تضاف إلى الله لا يقال لها: (حلم) والتي تضاف إلى الشيطان لا يقال لها: (رؤيا) وهو تصرف شرعي وإلا فالكل يسمى رؤيا، وقد جاء في حديث آخر (الرؤيا ثلاث) (٢) فأطلق على الكل رؤيا (٣).

ولهذا من فقه الإمام البخاري رحمه الله في كتابه الجامع الصحيح المسند من أحاديث الرسول - صلى الله عليه وسلم - وسننه وأيامه أنه في كتاب التعبير وضع بابًا بعنوان الرؤيا من الله (٤) وبابًا آخر بعنوان الحلم من الشيطان (٥) واستدل بحديث أبي قتادة السابق للتفريق بين الرؤيا والحلم.

ولعل الحكمة والله أعلم في نسبة الرؤيا إلى الله، والحلم إلى الشيطان، أن الله عز وجل كره أن يسمى ما كان من الله وما كان من الشيطان باسم واحد، فشرع التفريق بين الحق والباطل، بأن جعل الرؤيا ما كان من الله، والحلم ما كان من الشيطان، لأنه الذي يخيل بها ولا حقيقة لها (٦)، فهي من


(١) سبق تخريجه.
(٢) سبق تخريجه.
(٣) فتح الباري شرح صحيح البخاري (١٢/ ٢٦٩).
(٤) صحيح البخاري (٩١) كتاب التعبير ٣ - باب الرؤيا من الله (٤/ ٢٩٦).
(٥) المرجع السابق (٤/ ٣٠١) الباب (١٤).
(٦) انظر: إكمال إكمال المعلم شرح صحيح مسلم، لأبي عبد الله الأبي (٦/ ٦٨) دار الكتب العلمية، وفتح الباري شرح صحيح البخاري (١٢/ ٣٧٠، ٣٩٣) الطبعة السلفية وإرشاد الساري شرح صحيح البخاري (١٠/ ١١٨) دار الفكر، وجامع الأصول في أحاديث الرسول ص (٤/ ٢٠٩).

<<  <   >  >>