للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

أهل اللغة وفي الشعر العربي.

فمن استعمال القرآن الكريم الرؤيا بمعنى الرؤية قوله تعالى: {وَمَا جَعَلْنَا الرُّؤْيَا الَّتِي أَرَيْنَاكَ إِلَّا فِتْنَةً لِلنَّاسِ} [الإسراء: ٦٠].

فالمراد بالرؤيا في هذه الآية رؤية العين، وهي ما رآه النبي - صلى الله عليه وسلم - ليلة أسري به من العجائب والآيات، وبذلك صرح حبر الأمة وترجمان القرآن عبد الله بن عباس رضي الله عنهما بأنه رؤية عين أريها رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ليلة أسري به من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصى، وعرج به إلى السموات العلى، فرأى ما رأى من آيات ربه الكبرى، والإسراء كان يقظة من أوله إلى آخره.

فأخرج البخاري في صحيحه من حديث ابن عباس رضي الله عنهما في قوله تعالى: {وَمَا جَعَلْنَا الرُّؤْيَا الَّتِي أَرَيْنَاكَ إِلَّا فِتْنَةً لِلنَّاسِ} قال هي: رؤيا عين أريها رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ليلة أسري به إلى بيت المقدس (١).

قال الحافظ ابن حجر (٢) رحمه الله: قوله أريها رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ليلة أسري


(١) أخرجه البخاري في صحيحه في كتاب مناقب الأنصار (٧/ ٢٠٣) مع شرحه فتح الباري وكتاب التفسير، باب (وما جعلنا الرؤيا التي أريناك إلا فتنة للناس) (٨/ ٣٩٨ وكتاب القدر باب (وما جعلنا الرؤيا التي أريناك إلا فتنة للناس) (١١/ ٥٠٤).
(٢) هو الإمام الحافظ شهاب الدين أبو الفضل أحمد بن علي بن محمد العسقلاني المعروف بابن حجر، وهو لقب لبعض آبائه (٧٧٣ - ٨٥٢ هـ) من أجل مؤلفاته، فتح الباري شرح صحيح البخاري، انظر ترجمته في: الضوء اللامع (٢/ ٣٦ - ٤٠) وشذرات الذهب (٧/ ٢٧٠) والبدر الطالع للشوكاني (١/ ٨٧ - ٩٢).

<<  <   >  >>