للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

قال الحافظ ابن حجر رحمه الله: «ويؤخذ منه أن الرؤيا الصالحة تدل على خير رائيها» (١).

وقال العيني (٢) رحمه الله في شرح حديث ابن عمر السابق: "وفيه تمني الرؤيا الصالحة ليعرف صاحبها ماله عند الله" (٣).

وقال أبو العباس القرطبي رحمه الله: "إنما فسر الشارع من رؤيا عبد الله ما هو ممدوح لأنه عرض على النار ثم عوفي منها، وقيل له لا روع عليك، وذلك لصلاحه، غير أنه لم يكن يقوم من الليل فحصل لعبد الله من ذلك تنبيه على أن قيام الليل مما يتقى به النار والدنو منها، فلذلك لم يترك قيام الليل بعد ذلك (٤).

ثانيًا: أنها تدل على تثبيت الله لعباده المؤمنين:

يؤخذ ذلك من قوله تعالى: {أَلَا إِنَّ أَوْلِيَاءَ اللهِ لَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ * الَّذِينَ آمَنُوا وَكَانُوا يَتَّقُونَ * لَهُمُ الْبُشْرَى فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الْآخِرَةِ لَا تَبْدِيلَ لِكَلِمَاتِ اللهِ ذَلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ} [يوسف: ٦٢ - ٦٤].

والبشرى في الحياة الدنيا هي الرؤيا الصالحة كما سنبين ذلك إن شاء الله تعالى، والرؤيا الصالحة تدل على بشارة الله لعبده المؤمن ولذلك سماها النبي - صلى الله عليه وسلم - مبشرات، وكقوله عز وجل في غزوة بدر {إِذْ يُرِيكَهُمُ اللهُ فِي مَنَامِكَ


(١) فتح الباري شرح صحيح البخاري (٣/ ٦).
(٢) العيني: هو الشيخ العلامة، بدر الدين محمود بن أحمد المصري الحنفي (٧٦٢ - ٨٥٥ هـ) صاحب عمدة القاري انظر ترجمه في الضوء اللامح للسخاوي (١/ ١٣١ - ١٣٥) وشذرات الذهب لابن العماد (٧/ ٢٨٧، ٢٨٨) ومعجم المؤلفين (١٢/ ١٥٠).
(٣) فتح الباري (٣/ ٦).
(٤) فتح الباري (٣/ ٦).

<<  <   >  >>