للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وكذلك نعمان الألوسي (١) رحمه الله في كتابه "الآيات البينات في عدم سماع الأموات" (٢) حيث قال: (هل تتلاقى أرواح الأحياء وأرواح الأموات؟).

ثم قال: "وجوابها نعم" ثم استدل بالآية السابقة وتفسير ابن عباس لها.

ووجه استشهاد هؤلاء العلماء رحمهم الله، بهذه الآية على التقاء الأرواح. أن النفس الممسكة هي من توفيت وفاة الموت أولا، والنفس المرسلة من توفيت وفاة النوم، والمعنى على هذا القول: أنه سبحانه يتوفى نفس الميت فيمسكها ولا يرسلها إلى جسدها قبل يوم القيامة، ويتوفى نفس النائم ثم يرسلها إلى جسدها إلى بقية أجلها فيتوفاها الوفاة الأخرى.

وعلى ذلك يكون معنى قوله تعالى: {فَيُمْسِكُ الَّتِي قَضَى عَلَيْهَا الْمَوْتَ} أُريدَ بها أن من مات قبل ذلك لقيت روحه روح الحي.

لكن ذكر شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله أنه ليس في هذه الآية دلالة على التقاء أرواح الأحياء والأموات فقال رحمه الله:

والقول الثاني: وعليه الأكثرون أن كلا من النفسين: الممسكة والمرسلة توفيتا وفاة النوم، وأما التي توفيت وفاة الموت فتلك قسم ثالث وهي التي


(١) الألوسي: هو خير الدين، أبو البركات، نعمان بن محمود المفسر المشهور بن عبد الله الألوسي (١٢٥٢ - ١٣١٧ هـ) من أشهر كتبه: جلاء العينين في محاكمة الأحمدين يعني شيخ الإسلام ابن تيمية وابن حجر الهيثمي أجاد فيه وأفاد، انظر ترجمته في معجم المؤلفين (١٣/ ١٠٧).
(٢) انظر: الآيات البينات في عدم سماع الأموات (١٠٦) تحقيق الألباني المكتب الإسلامي الطبعة الرابعة (١٤٠٥هـ).

<<  <   >  >>