للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

والتزامها إلى خطورة موقفهم، وقد يتعدى بعض هؤلاء طوره فيصف أموراً من السنن أو الدين بأنها قشور، ونسأل الله أن يعفو عن هؤلاء، فإن الدين كله لباب لا قشور فيه، وإن تفاوتت أمور الدين في الأهمية ...

وكم يؤثر في نفسي مشهد عمر - رضي الله عنه - عندما طُعِن ودخل عليه شاب وقال لعمر قولاً حسناً، فلما أدبر الشاب ليخرج، إذا إزاره يمس الأرض، فدعاه عمر - رضي الله عنه - وقال له: «يا ابن أخي، ارفع ثوبك؛ فإنه أنقى لثوبك، وأتقى لربك»، ولم يمنعه الموت الذي نزل به من أن يرشد ذلك الرجل إلى أمرٍ يَعُدَّه كثير من الناس اليوم من القشور التي لا يجوز أن يُعنَى بها» (١).

مثال لإنكار النبي - صلى الله عليه وآله وسلم - لهذا المنكر (الإسبال): أبصر رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم - رجلاً يجر إزاره فأسرع إليه أو هرول، فقال: «ارفع إزارك واتق الله»، قال: إني أحنف تصطك ركبتاي، فقال: «ارفع إزارك فإن كل خلق الله - عز وجل - حسن». فما رُؤيَ ذلك الرجل بعدُ إلا إزاره يصيب أنصاف ساقيه أو إلى أنصاف ساقيه (٢).

الحَنَف: إقْبال القدَم بأصابعها على القَدم الأخْرَا.

الصَّكَكُ: ان تَضْرِب إحْدى الركْبتَين الأُخْرى عند العَدْو.

فتأمل إنكار النبي - صلى الله عليه وآله وسلم - على هذا الصحابي رغم ما رأيتَ من حاله - رضي الله عنه -، وتأمل امتثاله لأمر النبي - صلى الله عليه وآله وسلم -، وقارن بينه وبين من يسبلون ثيابهم اليوم بحجج واهية.


(١) العقيدة في الله في ضوء الكتاب والسنة (١/ ٢٣ - ٢٤)، والأثر رواه الإمام البخاري (٣٧٠٠).
(٢) رواه الإمام أحمد في المسند ١٩٣٦٧، وصححه الشيخ الألباني في الصحيحة ١٤٤١.

<<  <   >  >>