كتاب الرد على اللمع

الرد على الشبهات التي استدل بها الأستاذ محمد حسين على جواز الابتداع في الدين وأن في الإسلام بدعة حسنة - الشبهة الثانية عشرة: الأذانين لصلاة الجمعة في عهد عثمان لما اتسعت المدينة - ص: 104

القرآن وإتقانه تلاوةً وتعلمًا وتعليمًا. والظاهر دخول النقط والشكل في عموم النصوص الدالة على وجوب حفظ القرآن كما أنزل.

الشبهة الثانية عشرة

استدلاله (ص٣٠، ٣١) بالأذانين لصلاة الجمعة في عهد عثمان لما اتسعت المدينة وسوقها وهذا محدث في صلاة الجمعة ولم يخالف في ذلك أصحاب النبي - صلى الله عليه وآله وسلم - (ص٣٠، ٣١).

الرد:

١ - هذا من سنة الخلفاء الراشدين وقد أمر الرسول - صلى الله عليه وآله وسلم - باتباع سنتهم، فهذه سنة شرعية نحن مأمورون باتباعها.

٢ - لم يسنه عثمان - رضي الله عنه - إلا لسبب لم يكن موجوداً في عهد الرسول - صلى الله عليه وآله وسلم - وهو سعة المدينة وتباعد الناس (١) فقد زاده عثمان لحاجة الناس إليه، وأقرَّهُ عليّ - رضي الله عنه -، واستمر عمل المسلمين عليه (٢).

٣ - يقول الأستاذ محمد حسين (ص٣١): «وهذا محدث ولم يخالف أصحاب النبي - صلى الله عليه وآله وسلم -».

ونقول: عدم مخالفة الصحابة - رضي الله عنهم - في ذلك إجماع منهم على هذا الأمر، والإجماع أحد أدلة الأحكام الشرعية، فالدليل الإجماع وليس أنه بدعة محدثة حسنة.

تنبيه: الهدف من الأذان الذي زاده عثمان - رضي الله عنه - تنبيه الناس أن اليوم يوم جمعة حتى

---

(١) الشرح الممتع (٣/ ٥٧٣) بتصرف.
(٢) جامع العلوم والحكم (٤٦٧).