للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

ثامنًا: تعزية أهل الكتاب والكفار:

* قال ابن قدامة في المغنى (٢/ ٢١٢): «وتوقف أحمد - رحمه الله - عن تعزية أهل الذمة وهي تُخَرَّج على عيادتهم وفيها روايتان: إحداهما: لا نعودهم، فكذلك لا نعزيهم؛ لقول النبي - صلى الله عليه وآله وسلم -: «لا تبدؤوهم بالسلام» وهذا في معناه.

والثانية: نعودهم؛ لأن النبي - صلى الله عليه وآله وسلم - أتى غلاماً من اليهود كان مرض يعوده فقعد عند رأسه، فقال له: «أَسْلِم»، فنظر إلى أبيه وهو عند رأسه، فقال له: «أَطِعْ أبا القاسم»؛ فأسلم، فقام النبي - صلى الله عليه وآله وسلم - وهو يقول: «الحمد لله الذي أنقذه بي من النار» رواه الإمام البخاري» ا. هـ.

* سئل الشيخ ابن عثيمين: ما حكم تعزية أهل الكتاب أو غيرهم من الكفار إذا مات لهم ميت؟ وما حكم حضور دفنه والمشي في جنازته؟

فأجاب: «لا يجوز تعزيته بذلك، ولا يجوز أيضاً شهود جنائزهم وتشييعهم، لأن كل كافر عدو للمسلمين، ومعلوم أن العدو لا ينبغي أن يواسَى ولا يُشَجَّع للمشي معه، كما أن تشييعنا لجنائزهم لا ينفعهم، ومن المعلوم أيضاً أنه لا يجوز لنا ندعو لهم لقول الله تعالى: {مَا كَانَ لِلنَّبِيِّ وَالَّذِينَ آمَنُوا أَن يَسْتَغْفِرُوا لِلْمُشْرِكِينَ وَلَوْ كَانُوا أُوْلِي قُرْبَى مِن بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُمْ أَنَّهُمْ أَصْحَابُ الْجَحِيمِ} (١) [التوبة: ١١٣]» (٢).


(١) أحكام وفتاوى التعزية والمآتم (ص٤٠).
(٢) والعجيب أن يقدم الدكتور يوسف القرضاوي العزاء في بابا الفاتيكان الهالك يوحنا بولس الثاني، ويُثْني على نشاطه في نشر دينه ويدعو الله أن يرحمه ويثيبه (كما جاء في برنامج (الشريعة والحياة) الذي عُرض على قناة الجزيرة بتاريخ ٣/ ٤/٢٠٠٥ وها هي مقتطفات من كلامه: قال - هدانا الله وإياه-: نقدم عزاءنا في هذا البابا الذي كان له مواقف تُذكر وتُشكر له ... مواقف الرجل العامة وإخلاصه في نشر دينه ونشاطه حتى رغم شيخوخته وكبر سنه، فقد طاف العالم كله وزار بلاداً ومنها بلاد المسلمين نفسها، فكان مخلصاً لدينه وناشطاً من أعظم النشطاء في دعوته والإيمان برسالته ... لا نستطيع إلا أن ندعو الله تعالى أن يرحمه ويثيبه بقدر ما قدم من خير للإنسانية، وما خلف من عمل صالح أو أثر طيب ... ونسأل الله أن يعوض الأمة المسيحية فيه خيراً. ا. هـ كلام الدكتور القرضاوي.
* تعليق: كان البابا مخلصاً لدعوته في نشر دينه وكان يحاول رد المسلمين عن دينهم في إندونسيا وبنجلاديش وفي غيرها من بلاد المسلمين مستغلاً الفقر المدقع الذي يعانونه، فهل هذا من الخير الذي قدمه للإنسانية والذي يدعو الدكتور القرضاوي الله تعالى أن يثيبه عليه؟! وهل هذه الأفعال ترضي الدكتور القرضاوي حتى يدعو الله أن يرحمه؟ وإذا كان لا يجوز للمسلم أن يدعو بالرحمة للكافر ولو كان من أهل الذمة - حتى ولو كان أباً أو أخاً أو عماً - فهل يجوز - من وجهة نظر الدكتور القرضاوي - الدعاء بالرحمة لرجل قضى حياته في نشر الكفر والصد عن سبيل الله ومحاولة رد المسلمين عن دينهم بشتى الوسائل؟ ومن الجدير بالذكر أن الأستاذ مهدي عاكف - مرشد الإخوان المسلمين - قد نعى وفاة البابا وأشار إلى دوره في الدفاع عن حقوق الإنسان والحريات والمنكوبين. ا. هـ[آفاق عربية (٧٠٢) الخميس ٧/ ٤/٢٠٠٥)] وبالطبع كان للبابا دور في صد المنكوبين المسلمين عن سبيل الله ومحاولة تنصيرهم.

<<  <   >  >>