للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وقت من ينهى عن عامة العبادات المحدثة المخالفة للسنة، ولا يجوز دعوى إجماع بعمل بلد أو بلاد من بلدان المسلمين، فكيف بعمل طوائف منهم؟ وإذا كان أكثر أهل العلم لم يعتمدوا على عمل علماء أهل المدينة وإجماعهم في عصر مالك، بل رأوا السنة حجة عليهم كما هي حجة على غيرهم، ومع ما أُوتوه من العلم والإيمان، فكيف يعتمد المؤمن على عادات أكثر من اعتادها عامة ... أو قوم مترئسون بالجهالة، لم يرسخوا في العلم ... أو قد دخل معهم فيها بحكم العادة قوم من أهل الفضل من غير رويّة، أو لشبهة أحسن أحوالهم فيها أن يكونوا فيها بمنزلة المجتهدين من الأئمة والصديقين» (١).

ثالثاً: نقل (ص٤٩) أنه: قيل: إن التلقين ينفعه كما ثبت في الصحيح عن النبي - صلى الله عليه وآله وسلم - أن قال: «إنه ليسمع قرع نعالهم».

*الرد:

١ - قال الشيخ ابن باز - رحمه الله -: «الأمور ليست بالقياس وإنما العبادة توقيفية، وسماع قرع النعال لا ينفعه ولا يضره، والميت إذا مات انتقل من الدنيا دار العمل وختم على عمله وانتقل إلى دار الجزاء» (٢).

٢ - قال النبي - صلى الله عليه وآله وسلم -: «استغفروا لأخيكم وسَلُوا له التثبْيت فإنه الآن يُسْأَل» (٣)، ولم يقل: «لقنوا أخاكم»، ولو كان التلقين مشروعاً ما تركه النبي - صلى الله عليه وآله وسلم - السنين الطوال مع عدم المانع من فعله ووجود المقتضي له وهو التقرب إلى الله تعالا، والوقت وقت تشريع وبيان للأحكام، فلو كان ديناً وعبادة يُتقرب بها إلى الله تعالى ما تركه السنين الطويلة مع أمره بالتبليغ وعصمته من الكتمان.

رابعاً: قال الأستاذ محمد حسين (ص٥٠): «وأقول: وعلى هذا القول فإن ترك


(١) اقتضاء الصراط المستقيم (ص٢٤٥) بتصرف.
(٢) مجموع فتاوى الشيخ ابن باز (١٣/ ٢٠٧).
(٣) رواه الإمام أبو داود (٣٢٢١) وصححه الشيخ الألباني.

<<  <   >  >>