للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

بدعائه، والآن وقد انتقل - صلى الله عليه وآله وسلم - إلى الرفيق الأعلا، ولم يعد من الممكن أن يدعو لنا، فإننا نتوجه إلى عم نبينا العباس ونطلب منه أن يدعو لنا، وليس معناه أنهم كانوا يقولون في دعائهم: «اللهم بجاه نبينا اسقنا» ثم أصبحوا يقولون بعد وفاته - صلى الله عليه وآله وسلم -: «اللهم بجاه العباس اسقنا»؛ لأن مثل هذا دعاء مبتدع ليس له أصل في الكتاب ولا في السنة ولم يفعله أحد من السلف الصالح (١).

٢ - لو كلف الأستاذ محمد حسين نفسه النظر في شرح الحديث في فتح الباري للحافظ ابن حجر لفهم معنى الحديث حيث قال الحافظ ابن حجر - رحمه الله -: «وقد بيّن الزبير بن بكار في (الأنساب) صفة ما دعا به العباس في هذه الواقعة ... فأخرج بإسناد له أن العباس لما استسقى به عمر قال: «اللهم إنه لم ينزل بلاء إلا بذنب ولم يكشف إلا بتوبة، وقد توجه القوم بي إليك لمكاني من نبيك، وهذه أيدينا إليك بالذنوب ونواصينا إليك بالتوبة فاسقنا الغيث»» (٢).

٣ - لماذا لم يتوسلوا مباشرة بالنبي - صلى الله عليه وآله وسلم - وهو في قبره وتوسلوا بعمه؟

يجيب الأستاذ محمد حسين (ص١٣٢): «صلاة الاستسقاء عبادة مشروعة تكون من حي مكلف وهو العباس».

* الرد:

عاد الأستاذ محمد حسين وناقض نفسه فإذا كانت صلاة الاستسقاء عبادة مشروعة تكون من حي مكلف وهو العباس، فما الذي قام به العباس - رضي الله عنه -؟ هل قال: «اللهم بحق جاهي عندك» أم ماذا قال؟!

وإذا كان هو يستدل بهذا الحديث على أن الصحابة توسلوا بذات العباس فكيف نصدق ذلك وهو يقول إن العباس هو الذي قام بهذه العبادة المشروعة وهو حي مكلف وليس الصحابة، يعني ـ بفهمه هو ـ أن العباس هو الذي توسل، فبمن توسل


(١) التوسل أنواعه وأحكامه للشيخ الألباني (ص٤٤ - ٤٥).
(٢) فتح الباري (٢/ ٦٠٥) شرح حديث (١٠١٠).

<<  <   >  >>