للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

يُحظر تشغيل الأطفال قبل بلوغهم سن الخامسة عشر" (١) ويشترك في هذا السن الذكر والأنثى لعدم وجود ما يدل على اختصاص هذا العمر بجنس معيّن دون غيره، أما قانون العمل المصري فقد نصّ في المادة رقم (٩٨) على أنه" يُعتبر طفلاً كل من لم يبلغ الرابعة عشر سنة، أو تجاوز سن إتمام التعليم الأساسي، ولم يبلغ ثماني عشرة سنة كاملة، ويلتزم كل صاحب عمل يستخدم طفلاً دون السادسة عشرة بمنحة بطاقة تثبت أنه يعمل لديه، وتلصق عليه صورة الطفل، وتُعتمد من مكتب القوى العاملة المختص" وفي المادة رقم (٩٩) " يُحظر تشغيل الأطفال من الإناث والذكور قبل بلوغهم سن إتمام التعليم الأساسي، أو بلغ أربع عشرة سنة أيهما أكبر، ومع ذلك يجوز تدريبهم متى بلغت سنهم اثنتي عشرة سنة" (٢) بينما نصّ قانون العمل الأردني في المادة رقم (٧٣) على أنه" لا يجوز بأي حال تشغيل الحدث الذي لم يكمل السادسة عشرة من عمره بأي صورة من الصور" (٣)، هذا كله يخصّ الأطفال من غير فروع صاحب العمل أو إخوانه، حيث نصّ قانون العمل الفلسطيني في المادة رقم (٣) أنه:" تسري أحكام هذا القانون على جميع العمّال في فلسطين باستثناء ... أفراد أسرة صاحب العمل من الدرجة الأولى" (٤)

وفي الإسلام الأصل أن يأخذ الطفل حقه الكامل من الرعاية والعناية والرحمة والتربية، وألا نحوّل طفولته إلى رجولة مبكرة، فهذا يؤثر عليه سلباً، ويحرمه من مرحلة مهمة من مراحل حياته، وهي مرحلة (الطفولة)، ولا بُدّ أن يلعب الطفل في سن الطفولة، ويتعلم ما وسعه التعلم، خصوصاً لو كان من الموهوبين الأذكياء، ولا يجوز ما تفعله بعض المجتمعات من حرمان للأطفال من التعليم، أو عدم إعانته على التعليم عند عدم استطاعته، وفي الشريعة الإسلامية فإن مرحلة الطفولة تنتهي ببلوغ الشاب ودخوله دائرة التكليفات الشرعية، وتحدثنا كتب التاريخ الإسلامي أن هناك من النماذج التي قام الصبيان (من منظور أهل القانون) بأعمال هامة وشاقة رغم أن أعمارهم أقل مما نصّت عليه القوانين المعاصرة، فقد تولى أسامة بن زيد (٥) - رضي الله عنهم - قيادة الجيش الأول بعد وفاة النبي - صلى الله عليه وسلم - وهو دون


(١) وزارة العمل، قانون العمل الفلسطيني، ص٣٩.
(٢) موقع وزارة القوى العاملة والهجرة المصرية http://www.manpower.gov
(٣) موقع وزارة العمل الأردنية على شبكة الانترنت http://www.mol.gov.jo/Default.aspx
(٤) وزارة العمل، قانون العمل الفلسطيني، ص ١١.
(٥) أمه أم أيمن حاضنة رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، ولد بمكة المكرمة، هاجر وهو طفل مع أبيه زيد بن حارثة، سمّاه العلماء حِبّ رسول الله والحبُّ بن الحبّ، اشترك في غزوة بدر وأحد ومؤتة ومعظم الغزوات والسرايا، اعتزل الفتن التي حدثت بعد استشهاد الخليفة عثمان بن عفان، سكن المزة وهي من أعمال دمشق، ثم عاد إلى المدينة المنورة، أشارت معظم الروايات إلى أن وفاته كانت سنة ٥٤هـ وكان له من العمر ٧٥ سنة. ابن حجر، الإصابة في تمييز الصحابة، ج١، ص٣٨.