الداعى لا يزال يُبتلى ويمتحن فتارة يصيبه الأذى من أصحابه وتارة من أقاربه وتارة من زوجته وتارة من أولاده وفى هذا ارتقاء عظيم، قال تعالى {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّ مِنْ أَزْوَاجِكُمْ وَأَوْلادِكُمْ عَدُوّاً لَكُمْ فَاحْذَرُوهُمْ وَإِنْ تَعْفُوا وَتَصْفَحُوا وَتَغْفِرُوا فَإِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ}(١).
فعلى الداعى أن يصبر ويصابر فى بيان الحق والدعوة إليه ويتسم بطول النفس وبُعْدَ النظر حتى تتحقق له الغاية المنشودة (وهى هداية جميع الناس) يقول الشيخ إلياس - رحمه الله - لابد لأحبابنا أن ينتبهوا أنهم إذا لم تقبل منهم الدعوة والتبليغ بل سُبَوا واتُهُمُوا فلا ييأسوا ولا يملوا بل عليهم فى هذه الحالة أن يتذكروا أحوال الأنبياء عليهم السلام فى الدعوة إلى الله وخاصة حال سيد الأنبياء سيدنا محمد - صلى الله عليه وسلم - فإنها سُنته ووراثته ولا تحصل