أن معن بن زائدة الشيبانى لما ذاع صيته فى البقاع وتناقل الناس ما اتصف به من الحلم وسعة الصدر حتى فى أحرج المواقف التى تهيج فيها الصدور .. تراهن أعرابى مع آخرين على أن يغضبه مقابل مائة بعير يأخذها منهم وإذا أخفق دفع لهم مثلها .. فدخل عليه وهو والى على العراق من غير تحية:
أتذكر إذ لحافك جلد شاه ... وإذ نعلاك من جلد البعير
قال معن: أذكره ولا أنساه.
فقال الأعرابى:
فسبحان الذى أعطاك ملكاً ... وعلمك الجلوس على السرير
فقال معن: إن الله يعز من يشاء ويذل من يشاء.
فقال الأعرابى:
فلست مسلماً ما عشتُ دهراً ... على معن بتسليم الأمير
فقال معن: السلام خير وليس فى تركه ضير ..
فقال الأعرابى:
سأرحل عن بلاد أنت فيها ... ولو جار الزمان على الفقير
فقال معن: فإن جاورتنا فمرحباً بالإقامة وإن جاوزتنا فمصحوباً بالسلامة.
فقال الأعرابى:
فجد لى يابن ناقصة بمال ... فإنى قد عزمت على المسير