للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

الدعاة هم أولياء الله - عز وجل - (١)

أخرج أبو نعيم فى الحلية: عن كميل بن زياد قال: أخذ على بن ... أبى طالب - رضي الله عنه - بيدى فأخرجنى إلى ناحية الجبَّان (٢) فلما أجلس ثم تنفس ثم قال ياكميل بن زياد .. القلوب أوعية فخيرها أوعاها احفظ ما أقول لك.

الناس ثلاثة فعالم ربانى (٣) ومتعلم على سبيل نجاه وهمج رعاع اتباع


(١) يقول الإمام الفخر الرازى: فى قوله تعالى {أَلا إِنَّ أَوْلِيَاءَ اللَّهِ لا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلا هُمْ يَحْزَنُونَ} (سورة يونس - الآية ٦٢) قال أبو بكر الأصم: أولياء الله هم الذين تولى الله هدايتهم وتولوا القيام بعبودية الله تعالى والدعوة إليه.
وظهر فى علم الاشتقاق أن تركيب الواو واللام والياء يدل على معنى القرب، والقرب إنما يكون إذا كان القلب مستغرقاً فى نور معرفة الله تعالى، فإن رأى .. رأى قدرة الله، وإن سمع .. سمع آيات الله تعالى، وإن نطق .. نطق بالثناء على الله، وإن اجتهد .. اجتهد فى طاعة الله تعالى، ولذا قال الله تعالى {الَّذِينَ آمَنُوا وَكَانُوا يَتَّقُونَ} (سورة يونس - ٦٣) فبذلك يكون فى غاية القرب من الله، وإذا كان كذلك كان الله ولياً له {اللَّهُ وَلِيُّ الَّذِينَ آمَنُوا} (سورة البقرة - من الآية ٢٥٧) ... (مفاتيح الغيب للرازى - ٨/ ٤٠١).
(٢) أى المقابر.
(٣) يقول ابن عباس فى قوله تعالى " كونوا ربانيين " أى كونوا حلماء فقهاء، وقال البخارى يقال: " الربانى " الذى يربى الناس بصغار العلم قبل كباره، وقال ابن حجر المراد من صغار العلم ما وضح من مسائله وبكباره ما دق منها (فتح البارى).

<<  <   >  >>