للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

كل ناعق يميلون مع كل ريح لم يستضيئوا بنور العلم ولم يلجئوا إلى ركن وثيق.

العلم خير من المال .. العلم يحرسك وأنت تحرس المال .. العلم يزكوا على العمل. والمال تنقصه النفقة .. ومحبة العالم دين يدان به .. العلم يكسب العالم الطاعة فى حياته وجميل الأحدوثه بعد موته وصنيعة المال تزول بزواله .. مات خزان الأموال وهم أحياء .. والعلماء باقون ما بقى الدهر .. أعيانهم مفقودة .. وأمثالهم فى القلوب موجودة .. هاه إن هاهنا وأشار بيده إلى صدره - علماً لو أصبت له حملة بل أصبته لقناً غير مأمونة عليه يستعمل آلة الدين للدنيا .. يستظهر بحجج الله على كتابه .. وبنعمه على عباده .. أو منقاداً لأهل الحق .. لا بصيرة له فى إحيائه .. يقتدح الشك فى قلبه بأول عارض من شبهه .. لا ذا ولا ذاك .. أو منهوم باللذات .. سلس القيادة للشهوات .. أو مغرى بجمع الأموال .. والادخار وليسا من دعاة الدين أقرب شبهاً بهما الأنعام السائمة، كذلك يموت العلم بموت حامليه.

اللهم بلى .. لا تخلو الأرض من قائم لله بحججه لئلا تبطل حجج الله وبيناته، أولئك هم الأقلون عددا والأعظمون عند الله قدرا، بهم يدفع الله عن حججه حتى يؤدونها إلى نظرائهم، ويزرعوها فى قلوب أشباههم، هجم بهم العلم على حقيقة الأمر فاستلانوا ما استوعر منه المترفون، وأنسوا ما استوحش منه الجاهلون، صحبوا الدنيا بأبدان أروحها معلقة بالمنظر الأعلى، أولئك

<<  <   >  >>