الله - سبحانه وتعالى - جعل الفلاح التام للإنسانية جمعاء يرتكز على الثروة الداخلية للإنسان لأن الفلاح والخسارة وهى حالة داخلية للإنسان ليس اسم لشئ خارجى، فالعزة والذلة والراحة والشقاء والاطمئنان وعدمه والصحة والمرض حالات داخلية للإنسان.
فصلاح هذه الأحوال وفسادها ليس متعلقاً بشئ من الأشياء الخارجية فالله - سبحانه وتعالى - أعز بعض الناس مع الملك والمال وأعز آخرين مع الفقر، فالثروة الداخلية هى يقينة وعمله، فإذا صلح يقين الإنسان فالله سبحانه وتعالى يعطيه حالة الفلاح والطمأنينة وإن كانت الأشياء المادية قليلة.
الله تعالى هو خالق ومالك لكل إنسان وخلق كل شئ بقدرته وهو خالق كل شئ وهو غير مخلوق، فالمخلوق لا يستطيع أن يفعل شئ فكل خلقه بالقدرة الإلهية هو تحت القدرة دائماً فكل شئ فى قبضته سبحانه وتعالى فهو الذى يستعمل هذه الأشياء ويتصرف فيها بقدرته تعالى يستبدل شكل هذه