أن أبا بكر مرض بعد مخرج خالد - رضي الله عنه - إلى الشام مرضته التى مات فيها بأشهر فقدم المثنى - رضي الله عنه - وقد أشفى وعقد لعمر - رضي الله عنه - فأخبره الخبر، فقال علىَّ بعمر. فجاء، فقال له: اسمع يا عمر! ما أقول لك ثم اعمل به إنى لأرجو أن أموت من يومى هذا - وذلك يوم الاثنين - فإن أنا مت فلا تمسين حتى تندب الناس مع المثنى، ولا تشغلنكم مصيبة وإن عظمت عن أمر دينكم ووصية ربكم وقد رأيتنى متوفى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وما صنعت ولم يصب الخلق بمثله وبالله! لو أنى آنى عن أمر الله - عز وجل - وأمر رسوله - صلى الله عليه وسلم - لخذلنا ولعاقبنا فأضرمت المدينة ناراً (١).
فرحم الله أبا بكر - رضي الله عنه - كان حريصاً على الإسلام وأهله حتى عند موته .. فليت كلٌ منا أبا بكر الصديق.