أيها السادة المسلمون أنتم شامة بين الناس لا لأنكم تمتازون عن زملائكم في الشارة واللباس، بل لأنكم تمثلون تلك الأمة العظمية التى كانت ولا تزال شامة بين الأمم.
[حال العالم قبل ظهور الأمة المحمدية]
كان العالم قبل ثلاثة عشر قرناً سائراً سيره الطبيعى ... لا ينكر من أمره شئ، فكانت القرى والمدن عامرة بالسكان، وكانت العواصم الكبرى زاخرة العمران، شامخة البنيان، وكانت الحرف البشرية ووجوه المعاش فى ازدهار وانتشار، كانت الزراعة، وكانت التجارة، وكانت الصناعة، فبينما كانت سكة الفلاح فى شغل ونشاط، كانت القوافل التجارية غادية رائحة بين الشرق والغرب، وكانت الأسواق مشحونة بالمتاجر والبضائع وكان الصانعون مكبين على أعمالهم، وكانت الحكومات والإمارات والدول غنية بأموالها ورجالها لكل وظيفة رجل كفؤ بل رجال أكفاء وكان على وجه