بعث الله - - سبحانه وتعالى - - نبينا محمدٌ - صلى الله عليه وسلم - على حين فترة من الرسل وانقطاع من الوحى، وفى الحين الذى بعث فيه الرسول - صلى الله عليه وسلم - " نظر الله إلى أهل الأرض فمقتهم عربهم وعجمهم إلا بقايا من أهل الكتاب "(١).
لأن الناس قد نسوا رسالة ربهم منذ عهد عيسى - - عليه السلام - إلى أن بعث الرسول الكريم - صلى الله عليه وسلم - وأظلمت الدنيا وعادت الجاهلية فى حياة الناس وبَعُدَ الناس عن مقتضى الإيمان بالله تعالى وعن عبادة الله تعالى وعن دعوة الله، ولقد ضربت الوثنية بجرانها.
ويصور الشيخ أبو الحسن الندوى (رحمه الله) حال الناس فى تلك الفترة فيقول: بعث محمد بن عبد الله - صلى الله عليه وسلم - والعالم بناء أصيب بزلزال شديد هزه هزاً عنيفاً، فإذ كل شيء فيه في غير محله، فمن أساسه ومتاعه ما
(١) جزء من حديث رواه الإمام مسلم عن عياض بن حمار المجاشعى (مشكاة المصابيح - باب الإنذار والتحذير - ٣/ ١٤٧٦).