للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

؟ ... الجواب .. إن العلماء والدعاة إلى الله - سبحانه وتعالى - مثل النجوم كما قال أصحابى كالنجوم. فإن النجوم يهتدى بها فى ظلمات البر والبحر وكذلك العلماء، والنجوم زينة للسماء وكذلك العلماء زينة للأرض، والنجوم رجوم للشياطين حائلة بينهم وبين استراق السمع لئلا يلبسوا بما يسترقونه من الوحى الوارد إلى الرسل من الله - عز وجل - على أيدى ملائكته كذلك العلماء رجوم شياطين الإنس والجن لئلا يلبسوا بما يسترقونه من الوحى الذى يوحى بعضهم إلى بعض زخرف القول غرورا، فالعلماء رجوم لهذا الصنف من الشياطين ولولاهم لطمست معالم هذا الدين الحنيف بتلبيس المضلين فالله أقامهم حرساً وحفظاً لدينه ورجوماً لأعدائه فلهذا شبههم بالنجوم وأما تشبيههم بالقمر وذلك لتفضيلهم على أهل العبادة كفضل القمر على سائر الكواكب، وكذلك يرث الإنسان أقرب الناس إليه ولذلك العلماء هم أقرب الخلق إلى الله ورسله فجعلهم ورثة أنبيائه وكما أن الأنبياء خير الخلق فكذلك ورثتهم خير الخلق ولذلك محبتهم من الدين. قال على - رضي الله عنه - محبة العلماء دين يدان به (١).

{رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا وَلِإِخْوَانِنَا الَّذِينَ سَبَقُونَا بِالأِيمَانِ وَلا تَجْعَلْ فِي قُلُوبِنَا غِلّاً لِلَّذِينَ آمَنُوا رَبَّنَا إِنَّكَ رَؤُوفٌ رَحِيمٌ} (٢).


(١) كتاب مفتاح دار السعادة - ابن القيم.
(٢) سورة الحشر - الآية١٠

<<  <   >  >>