الرسل وقد امتحنوا بموت القلوب حتى أصابهم الله برحمة من عنده وأنزل عليهم مدراراً من السماء بوحيه، فكما أن الغيث يحيى البلد الميت كذا علوم الدين تحيي القلوب الميتة، ثم شبه السامعين له بالأرض المختلفة التى نزل الغيث بها .. فمنها:
العالم المعلم فهو بمنزلة الأرض الطيبة التى شربت فانتفعت فى نفسها وأنبتت فنفعت غيرها.
ومنهم الجامع للعلم المستغرق لزمانه يتعلم علم الدين ولم يعمل بنوافله ولم يتفقه فيما جمع لكنه أداه لغيره فهو بمنزلة الأرض التى يستقر فيها الماء فينتفع الناس.
ومنهم من سمع العلم فلا يحفظه ولا يعمل به ولا ينقله لغيره فهو بمنزلة الأرض السبخة أو الملساء التى لا تقبل الماء وتفسده على غيرها (١).
* * * * *
(١) سبل الهدى والرشاد فى سيرة خير العباد - محمد يوسف الصالحى الشامى - ٢/ ٣٧٣ (بتصرف).