ولذلك كثير من الناس دخلوا فى الإسلام بعدما فرض عليهم الجزية، بعد أن رأوا أخلاق وصفات المسلمين .. وكأن الجزية صورة عملية للدعوة، فإذا رفضوا كلا الأمرين (الدعوة، الجزية) حينئذٍ يقول الله - عز وجل -: {قَاتِلُوهُمْ يُعَذِّبْهُمُ اللَّهُ بِأَيْدِيكُمْ وَيُخْزِهِمْ وَيَنْصُرْكُمْ عَلَيْهِمْ وَيَشْفِ صُدُورَ قَوْمٍ مُؤْمِنِينَ * وَيُذْهِبْ غَيْظَ قُلُوبِهِمْ وَيَتُوبُ اللَّهُ عَلَى مَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ}(١).
ومن هنا يتبين أن النصر لا يأتى للمسلمين إلا بعد أن يقوموا بالدعوة لهؤلاء الكفار قبل أن يقاتلوهم.
ورفض الكفار للدعوة كأنهم رفضوا الرحمة الموجهة إليهم من الله - عز وجل - ولما رفضوا هذه الرحمة برفض الدعوة حينئذٍ يحل عليهم العذاب .. يقول الله - سبحانه وتعالى - لعباده المؤمنين " قاتلوهم " رفضوا رحمتى إذاً يستحقوا القتل .. وكأن المرحلة الأخيرة من مراحل الدعوة هى القتال.
ولهذا لا نشعر أن هناك فرق كبير بين عمل الدعوة وعمل القتال فى سبيل الله - عز وجل - ولهذا نستشهد بالآيات والأحاديث التى جاءت فى الجهاد نستشهد بها فى عمل الدعوة إلى الله - عز وجل - وهذا استشهاد صحيح.
وحينما يقول الرسول - صلى الله عليه وسلم -: " لغدوة فى سبيل الله أو روحه خير من الدنيا وما فيها .. هل هذه الروحه فقط فى القتال .. ؟ لا .. بل إن الإمام