للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

الْفَاسِقُونَ} (١). والله لو منعونى عقالاً مما كانوا يعطون رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ثم أقبل معهم الشجر والمدر، والجن والإنس، لجاهدتهم حتى تلحق روحى بالله - عز وجل -، إن الله لم يفرق بين الصلاة والزكاة، ثم جمعهما، فكبر عمر وقال: قد علمت والله حين عزم الله بأبى بكر على قتالهم أنه الحق. (كذا فى الكنز) (٢).

وهى تنفيذ قوانين الله - عز وجل - فى الأرض (أمناء على شرع الله فى الأرض) فلا يطبق فى الأرض إلا شرع الله ونحزن إذا وجدنا الله يُعصى فى الأرض ونفرح إذا وجدنا الله - عز وجل - يُطاع فى الأرض، ونغار على أوامر الله - عز وجل -، ونبذل الغالى والنفيس حتى تكون كلمة الله هى العليا .. وكلمة الذين كفروا هى السفلى .. فقد قال النبى الكريم - صلى الله عليه وسلم - " تخلقوا بأخلاق الله " ولم يشترك معنا فى هذا المقصد الجن. {إِنِّي جَاعِلٌ فِي الأَرْضِ خَلِيفَةً قَالُوا أَتَجْعَلُ فِيهَا مَنْ يُفْسِدُ فِيهَا وَيَسْفِكُ الدِّمَاءَ وَنَحْنُ نُسَبِّحُ بِحَمْدِكَ وَنُقَدِّسُ لَكَ قَالَ إِنِّي أَعْلَمُ مَا لا تَعْلَمُونَ} (٣)، وهذا الشرف طمع فيه الملائكة ولم يعطوه وأسجد الملائكة للإنسان لهذا الشرف وهو منصب


(١) سورة النور – الآية ٥٥.
(٢) انظر الحديث بطوله فى حياة الصحابة – ١/ ٤١٧.
(٣) سورة النور – الآية ٥٥.

<<  <   >  >>