فقال الجرهمى لصاحب البعير: ليسوا أصحاب بعيرك فاطلب من غيرهم ثم سألهم من هم؟
فأخبروه أنهم بنو نزار بن معد بن عدنان.
فقال: أتحتاجون إلىَّ وأنتم كما أرى فى جزالتكم وصحة عقولكم وآرائكم على ما أرى؟
ثم خرج عنهم وأرسل لهم بطعام فأكلوا وبشراب فشربوا.
فقال مضر: لم أر كاليوم خمراً أجود لولا أنها نبتت على قبر.
وقال ربيعة: لم أر كاليوم لحماً أطيب لولا أنه ربى بلبن كلبه.
وقال إياد: لم أر كاليوم رجلاً أسرى لولا أنه يدعى لغير أبيه.
وقال أنمار: لم أر كاليوم كلاماً أنفع فى حاجتنا.
وسمع الجرهمى الكلام .. فتعجب لقولهم وقال ما هؤلاء الشياطين وأتى أمه فسألها فأخبرته أنها كانت تحت ملك لا ولد له فكرهت أن يذهب الملك فأمكنت رجلاً من نفسها كان نزل به فوطئها فحملت منه به.
وسأل القهرمان عن الخمر.؟ فقال: من كرمة غرستها على قبر أبيك.
وسأل الراعى عن اللحم .. ؟ فقال شاه أرضعتها بلبن كلبه لأن الشاه حين ولدت ماتت ولم يكن ولد فى الغنم شاه غيرها.
فقيل لمضر من أين عرفت أن الخمر ونباتها على قبر؟
قال: لأنى أصابنى عليها عطش شديد.
وقيل لربيعة: من أين عرفت أن الشاه ارتفعت على لبن كلبة .. ؟