للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

دِينَهُمُ الَّذِي ارْتَضَى لَهُمْ وَلَيُبَدِّلَنَّهُمْ مِنْ بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْناً يَعْبُدُونَنِي لا يُشْرِكُونَ بِي شَيْئاً وَمَنْ كَفَرَ بَعْدَ ذَلِكَ فَأُولَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ} (١).

الناس يريدون الخلافة أولاً .. ثم الدين .. (العبودية) .. ولكن لابد من أربع مراحل .. الدعوة .. التربية .. وهى تغيير الحياة إلى حياة الإسلام .. ثم ظهور النصرة من الله - سبحانه وتعالى - كما فعل مع بنى إسرائيل. فكان بعض الأنبياء يحب النصر على الأعداء. قال الله - عز وجل - {رَبَّنَا افْتَحْ بَيْنَنَا وَبَيْنَ قَوْمِنَا بِالْحَقِّ وَأَنْتَ خَيْرُ الْفَاتِحِينَ} (٢).

فالآن المسلمون يريدون المرحلتين الآخيرتين .. ظهور النصرة .. الخلافة ... وأما مرحلة التربية والدعوة فلا يريدون.

وفى عام ١٩٥٤م .. كنت خارجاً فى سبيل الله - عز وجل - فى سوريا فى حماه ووقتئذٍ .. كان اجتماع الملوك والسلاطين المسلمين .. فى مكة المكرمة، وكان هناك عالم يحاضر فى ساحة كبيرة فى حماه، وينادى بإقامة الدولة الإسلامية الكبرى والخلافة الإسلامية، فقال له أحد الحاضرين: ولكن .. هذا الشيخ يخالفك فى ذلك .. فالتفت إلىَّ الأستاذ المحاضر وقال لى: كيف تخالفنى يا شيخ .. القضية واضحة .. وساطعة ولم يكن الأمر يتحمل المناقشة .. والأخذ والرد فى


(١) سورة النور - الآية ٥٥.
(٢) سورة الأعراف - الآية ٨٩.

<<  <   >  >>