= فى الأرض فساداً وقتلوا الأنبياء، وكان لابد من انتزاع القيادة منهم واسنادها إلى قومٍ آخرين أقوم وأقدر على حمل هذه الأمانة. فإمامة الرسول - صلى الله عليه وسلم - للأنبياء والمرسلين فى بيت المقدس ليلة الإسراء إعلام للناس كافة بالتحول وانتقال الرسالة من فرع اسحاق إلى فرع إسماعيل أبى العرب وجد النبى - صلى الله عليه وسلم - {اللَّهُ أَعْلَمُ حَيْثُ يَجْعَلُ رِسَالَتَهُ} (سورة الأنعام، من الآية١٢٤ - مقال بعنوان إيماءات وإيحاءات من الإسراء والمعراج نشر بمجلة الأزهر الشريف). وكانت صلاة الأنبياء خلفه إيذاناً بعموم رسالته وخلود إمامته وإنسانية تعاليمه وصلاحيتها على المكان والزمان، وأفادت هذه الصورة تعيين شخصية النبى - صلى الله عليه وسلم - ووصف إقامته وقيادته وتحديد مكانة الأمة التى بعث فيها وآمنت به وبيان رسالتها ودورها الذى ستمثله فى العالم من بين شعوب الأمم. (السيرة النبوية لأبى الحسن الندوى).