يشرك بالله شيئاً، فقلت يا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أفلا أبشر به الناس .. قال لا تبشرهم فيتكلوا. (متفق عليه)(١).
لذلك كانت بعثة الأنبياء - عليه السلام - لتحرير الإنسان من عبادة غير الله - عز وجل - ومن الخضوع لما سواه، والخضوع له وحده والرجوع إليه والإنابة إليه والاستعانة به والتوكل عليه، فلا يرجى سواه ولا يقصد إلا إياه ولا يُلاذ إلا بجنابه ولا تطلب الحوائج إلا منه .. فلا معطى لما منع، ولا مانع لما أعطى، ولا معز لمن أذل، ولا مذل لمن أعز، ولا قابض لما بسط، ولا باسط لما قبض .. كل قوى غيره ضعيف .. وكل عزيز غيره ذليل .. وكل عالم غيره متعلم .. لم يخلق ما خلق لتشييد سلطان ولا خوف من عاقبة زمان .. بل كل خلقه عبادٌ ضارعون وخلائق مربوبون.