للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

لأقاتلن من فرق بين الزكاة والصلاة قيل ومع من تقاتل .. ؟ قال: وحدى .. حتى تنفرد سالفتى (١) (٢).

ويقول عمر فى هذا الموقف: فوالله ما هو إلا أن قد شرح الله صدر أبى بكر للقتال فعرفت أنه الحق (٣).

وفى رواية أخرى عن عمر - رضي الله عنه - قال: لما اجتمع رأى المهاجرين وأنا فيهم حين ارتدت العرب فقلنا يا خليفة رسول الله - صلى الله عليه وسلم - اترك الناس يصلون ولا يؤدون الزكاة فإنهم لو قد دخل الإيمان فى قلوبهم لأقروا بها. فقال أبو بكر - رضي الله عنه - والذى نفسى بيده لأن أقع من السماء أحب إلىَّ من أن أترك شيئاً قاتل عليه رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إلا أقاتل عليه فقاتل العرب حتى رجعوا إلى الإسلام (٤).

ولذلك يقول أحد العلماء: أن أبا بكر الصديق - رضي الله عنه - قد قام فى مقام الردة مقام نبى .. وقال أبو هريرة: لولا موقف أبى بكر لانهدم الدين.

فهذا الفهم لأن نور الهداية يشرق فى قلبه وكان أكثر الصحابة - رضي الله عنهم - تضحية لهذا الدين وأكثر الصحابة - رضي الله عنهم - جهداً لهذا الدين، ما ترك رسول الله - صلى الله عليه وسلم - منذ أسلم.


(١) سالفتى: صفحة العنق.
(٢) العواصم من القواصم - لابن العربى.
(٣) عمدة القارئ - شرح صحيح البخارى.
(٤) حياة الصحابة - ١/ ٤١٨.

<<  <   >  >>