للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

بكل أثقالها، فلا يكون نتيجة ذلك إلا إهمال الشأن، والتراخى فى التربية، والجهل بوسائل العلاج، والنقص فى الخبرات التى تنجح فى مثل هذه الحال.

فإذا أردنا أن نخطط لإقامة بناء إنسانى مدعوم بالقيم، والمبادئ، والأخلاق، ومتسلح بالعلم النافع، وبعيد عن تنافرات الحياة، فلا بد أن نعيد للمنزل دوره فى البناء، فالرجل يتحمل مسئولياته فى التربية والإرشاد، والأم تقوم بدورها المؤثر بنفسها فى حضانة أطفالها منذ الصغر حتى الكبر.

مسئولية كاملة عبر عنها رسول الله صلى الله عليه وسلم: «كلكم راع، وكل راع مسئول عن رعيته»، مسئولية كاملة عما يقع فى الحياة من تقصير، وإهمال، وتأخير، مسئولية عن هزات الحياة بكل ما يتفشى فيها من عادات قبيحة، ورذائل تصيب الأفراد، صغارهم وكبارهم، مسئولية كاملة إيجابية فى نفعها ودفعها، تزويد بكل نافع من القول، وقدوة فى السلوك، وتربية حصينة لمجابهة المستقبل بكل ما فيه، ودفع ووقاية من كل أمر مدمر، ومخدر، ومهلك.

المسئولية ريادة، وحكمة، وبصر بالأمور، توجب على القائم بالأمر، والمسئول عنه ألا يخدع، ولا يورد أتباعه موارد الحتوف والهلاك من أسرة، ومجتمع، ودولة.

لا يتبادر إلى الذهن أننا ندعو إلى أن ترجع المرأة إلى سابق ما كانت عليه فى الجاهلية الأولى، من إهدار لكرامتها، وهضم لحقوقها، وإهمال لشأنها، إنما ندعو إلى إبراز ما أنعم الله به عليها من فطرة حانية على بيتها، وأداء صحيح لرسالتها فى الحياة، وصيانة لنفسها وزوجها من كل أمر شائن يغض من مكانتها، ففي ذلك كله شفاء لنفوس مزقتها أمراض الحياة المادية، واهتمام بأطفال حرموا الرعاية فى دراستهم، وتولى أمرهم خادمات جاهلات بشئون التربية والتعليم، ومراقبة لشباب وفتيات يحتاجون إلى دراسة احتياجاتهم المادية والمعنوية، ويرغبون فى اللجوء إلى الشخص الواعى الذى يسدى إليهم النصح والتوجيه، دون حساسية أو غلظة فى المعاملة، أو سوء فهم لأمور العلاج.

من أولى بذلك كله؟ من يستطيع أن يقدم هذا العون؟ إن الأب وقد شغلته مسئوليات الحياة، جدير بأن يضيف إلى أعبائه المادية ما يستطيعه من نصح وإرشاد،

<<  <   >  >>