هذه الدواهى كلها والطوام والرزايا العظام إلا اتفاق العلماء جميعا على الدعوة إلى الله، وإلى الكتاب العزيز، والسنة المطهرة، بالاجتهاد والمثابرة والصبر على الدعاية إلى الله بالحكمة والموعظة الحسنة، والجدال بالتى هى أحسن مع أهل الزيغ والضلال، والمبتدعة الجهال.
لكن لا يتم هذا العمل إلا بمساعدة الحكومة لهم، ولن تساعدهم الحكومة أبدا إلا بعد اتفاقهم التام مع رؤسائها، ولن يتفق معهم رؤساؤها إلا بعد تبيانهم لهم حقائق الدين ومحاسنه العالية الغالية، وعظمته، وأبهته، وجماله، وجلاله، وكماله، ورحمته، وعدله، وإحسانه، وفضله، وبعد أن يدخلوا نور القرآن والإيمان والعلم الصحيح فى قلوبهم، وبهذا يتم العمل، وينشر الدين، ويتحد المسلمون وينتصرون على عدوهم، وتكونون أنتم علماء عالمين مجاهدين فى سبيل الله، هذا وإلا فمن قومكم من استحب
الكفر على الإيمان، ومنهم ألوف يسبون الدين بغير مبالاة، بل ومنهم من يسبون الله ويسبون رسول الله، ورأينا منهم من يرى أن العار الكبير فى الأذان والصلاة ويقف على باب بيته حيث يمنع ابنه من الخروج لأداء الصلاة، وقد سمعناهم جهارا يقولون:
ليتنا خلقنا إنكليزا، أو يهودا، أو نصارى، حيث إن المسلمين اجتمع عليهم أشقى الشقاء، فقر الدنيا وعذاب الآخرة، فإنا لله وإنا إليه راجعون.
[حكم الجهر بقراءة سورة الكهف بالمسجد، وسماعها من المذياع فى المسجد]
س: سبق أن أديت فريضة الجمعة بأحد مساجد الوجه القبلى، فوجدت أهالى القرية يستعملون جهاز الراديو لتلاوة القرآن الكريم بدلا من المقرئ، فهل يجيز الشرع ذلك؟
الجواب: إن قراءة سورة الكهف يوم الجمعة فى المسجد فى الوقت الذى اعتيد أن تقرأ فيه، وعلى الكيفية التى تقرأ بها، شىء حدث بعد العصور الأولى فى الإسلام، ولم يؤثر حتى عن عصر الأئمة أنها كانت تقرأ بتلك الكيفية، فهى من هذه الجهة تدخل فى دائرة البدع، وقراءتها تحدث تشويشا على المتنفلين والذين يؤدون تحية المسجد، فإذا فرضنا أنها لم تقرأ أصلا لكان خيرا.
وسماعها عن طريق الراديو ليس إلا سماع قراءة جهرية لسورة الكهف بالكيفية المبتدعة، وحكمها حكم سماعها أو قراءتها من نفس القارئ، فمن شاء أن يترك سماعها عن طريق الراديو فليترك قراءتها عن طريق قراءة القارئ.