نور يهدى ولا يضل، يرفع ولا يضع، يحقق للإنسان الحائر فى دنيا القلق، والتوتر، والمتاعب الصحية النفسية، والعقلية، والروحية، التى تأخذ بيده إلى مرفإ الأمن والأمان اللذين امتن الله بهما على قريش فى سابق عهدها: الَّذِي أَطْعَمَهُمْ مِنْ جُوعٍ وَآمَنَهُمْ مِنْ خَوْفٍ [قريش: ٤].
إن ما يعانى منه العالم الآن هو الحرمان من الأمن والأمان، والخوف من التعرض للمحن التى تحمل فى طياتها الكوارث المخفية التى تلحق بالعالم، كوارث الحروب، والتلوث، والجوع، والتصحر ... إلخ، لذا فإن الدول تتسابق وتتعاون، وبخاصة تلك الدول التى تقدمت علما وتطبيقا فى إجراء بحوثها وتوجيه طاقاتها إلى بث الطمأنينة فى نفوس شعوبها، وتحقيق الطمأنينة النفسية بجانب الطمأنينة المادية من مأكل ومشرب ومسكن فى الحياة.
ولكن هل تنجح تلك الجهود فى تحقيق ما يريدون إلا على أشلاء شعوب أخرى ضعيفة عانت وتعانى من الظلم والإرهاب.
[المنهج: مقدمة:]
ماذا نقصد بالمنهج؟ أهو ما تعارف عليه الناس فى اقتصاره على ما هو مألوف وموضوع لتلك المواد والمقررات الدراسية التى يضعها المربون والأخصّائيون للمراحل المختلفة حسب السن؟ أهو ما يركز عليه ذلك المنهج العلمى من إعطاء المعلومة، والاهتمام بالتلقين، والحفظ، وتخزين المعلومات؟
كل هذا ليس بالوارد فى موضوعنا، وإنما نقصد ذلك المنهج الذى يبنى الحياة بكل متطلباتها، ويبنى الإنسان بقيمه وبثقافاته العديدة، ويحقق رسالة العلم الحقيقة، ويبتعد عن تلك الأطر الضيقة التى تهتم بمرحلة من العمر ضيقة، وتنسى المراحل الأخرى من العمر، وهى جديرة بالعناية والرعاية، حتى تكون مناهج مستوعبة، شاملة عامة، تخرج من حدود الزمان والمكان، ولا تهتم بجنس دون آخر.
إن هذا المنهج الذى نهدف إليه إنما يتحقق عن طريق رؤيتنا الواعية لمشكلات عصرنا، وإحاطتنا بكل احتياجات حياتنا، إن المنهج الذى نقصد إليه هو التربية الناجحة التى تهتم بالعلم وأساليبه من أجل تنمية الفكر والتفكير، وتشجيع المبادأة والإبداع، وإيجاد روح التنافس الشريف، والقدوة الصالحة فى المجتمع، وبناء الأمة على أساس من