للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وقال فى أمثالهم: مَثَلُ الَّذِينَ حُمِّلُوا التَّوْراةَ ثُمَّ لَمْ يَحْمِلُوها كَمَثَلِ الْحِمارِ يَحْمِلُ أَسْفاراً بِئْسَ مَثَلُ الْقَوْمِ [الجمعة: ٥]، وقال: أَمْ تَحْسَبُ أَنَّ أَكْثَرَهُمْ يَسْمَعُونَ أَوْ يَعْقِلُونَ إِنْ هُمْ إِلَّا كَالْأَنْعامِ بَلْ هُمْ أَضَلُّ سَبِيلًا [الفرقان: ٤٤]، وقال: بَلْ قُلُوبُهُمْ فِي غَمْرَةٍ (١) مِنْ هذا وَلَهُمْ أَعْمالٌ مِنْ دُونِ ذلِكَ هُمْ لَها عامِلُونَ حَتَّى إِذا أَخَذْنا مُتْرَفِيهِمْ (٢) بِالْعَذابِ إِذا هُمْ يَجْأَرُونَ لا تَجْأَرُوا الْيَوْمَ إِنَّكُمْ مِنَّا لا تُنْصَرُونَ قَدْ كانَتْ آياتِي تُتْلى عَلَيْكُمْ فَكُنْتُمْ عَلى أَعْقابِكُمْ تَنْكِصُونَ (٣) [المؤمنون: ٦٣ - ٦٦] الطائفة السادسة: الجماعة الأميون، وهؤلاء يحفظ أحدهم مائة موال، ومائة حدوثة، وكثيرا من الأحراز والفوازير، ويذكر لك كل ما يسمعه من الحكايات، وكل ما يقرأ أمامه من قصة الظاهر بيبرس، أو عنترة، أو خليفة، ثم إذا خاطبته فى حفظ شىء من القرآن ليصحح به صلاته يعتذر لك بعدم القراءة والكتابة، ويقول لك: يا سيدى بعد ما شاب يودوه الكتاب، هذا جوابهم مع أنا نرى منهم من يخاطب الإفرنج بلغاتهم، وإننى لأعرف أناسا أميين يجيدون قراءة وكتابة اللغات الأجنبية، ولا يحسنون النطق بسمع الله لمن حمده، ولا بالفاتحة، فالمسألة راجعة إلى العناية والاجتهاد، فلو اجتهد رجل أمى فى حفظ ما يسمعه من أوامر الدين ونواهيه، ومن آيات القرآن وسنن النبى صلى الله عليه وسلم، كبعض محافظته على التعاليم الأجنبية لحفظ شيئا كثيرا، بل لو شاء حفظ القرآن كله، وألف حديث نبوى لكان ذلك سهلا عليه جدا، وجماعة العميان أكبر شاهد ودليل على ذلك، ولكنهم أعرضوا ونأوا ف وَتُوبُوا إِلَى اللَّهِ جَمِيعاً أَيُّهَا الْمُؤْمِنُونَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ [النور: ٣١]، واذكروا قول ربكم لنبيه: وَقَدْ آتَيْناكَ مِنْ لَدُنَّا ذِكْراً مَنْ أَعْرَضَ عَنْهُ فَإِنَّهُ يَحْمِلُ يَوْمَ الْقِيامَةِ وِزْراً خالِدِينَ فِيهِ وَساءَ لَهُمْ يَوْمَ الْقِيامَةِ حِمْلًا يَوْمَ يُنْفَخُ فِي الصُّورِ وَنَحْشُرُ الْمُجْرِمِينَ يَوْمَئِذٍ زُرْقاً [طه: ٩٩ - ١٠٢].

الطائفة السابعة: جلاس حانات الخمور، وآلات اللهو والطرب، وجلاس المقاهى، ولاعبى النرد، والطاولة، والكتشينة، والضمنة، وأصحاب الحشيشة، والأفيونة، والكوكايين، والتبغ، والدخان، والتنباك، وغير ذلك، وهذه الأشياء الخبيثة الملعونة قد أضرب وأفسدت أخلاق كثير من الشبان، بل والشابات، وكم قد خربت من بيوتات كانت عامرات، فهى التى فتكت بكثير من العائلات، وإنه لا سبيل إلى الخلاص من


(١) غفلة.
(٢) أغنياءهم ورؤساءهم.
(٣) يرجعون القهقرى ويتأخرون عن الإيمان.

<<  <   >  >>