كان خارجا لشيء فسيخرج لتلاوة القرآن! فأمرنا قارئا فقرأ، فأطلع علينا من كوة، فقلنا: السلام عليك ورحمة الله فقال: وعليكم السلام. فقلنا: كيف أنت يا أبا على، وكيف حالك؟ فقال: أنا من الله فى عافية، ومنكم فى أذى، وإن ما أنتم فيه حدث فى الإسلام، فإنا لله وإنا إليه راجعون! ما هكذا كنا نطلب العلم، ولكنا كنا نأتى المشيخة فلا نرى أنفسنا أهلا للجلوس معهم، فنجلس دونهم ونسترق السمع، فإذا مر الحديث سألناهم إعادته فقيدناه، وأنتم تطلبون العلم بالجهل، وقد ضيعتم كتاب الله، ولو طلبتم كتاب الله لوجدتم فيه شفاء لما تريدون. قلنا: قد تعلمنا القرآن! قال: إن فى تعلمكم القرآن شغلا لأعماركم وأعمار أولادكم، قلنا: كيف يا أبا على؟ قال: لن تعلموا القرآن حتى تعرفوا إعرابه، ومحكمه من متشابهه، وناسخه من منسوخه، إذا عرفتم ذلك استغنيتم عن كلام فضيل وابن عيينة» [تفسير القرطبى: ١/ ٢٢].
٨ - قال مجاهد:«أحب الخلق إلى الله أعلمهم بما أنزل»[القرطبى: ١/ ٢٦].
٩ - قال الحسن البصرى: والله ما أنزل الله آية إلّا أحب أن يعلم فيما أنزلت وما يعنى بها» [١/ ٢٦].
١٠ - قال أبو سليمان الدارانى:«الزبانية أسرع إلى حملة القرآن الذين يعصون الله عز وجل منهم إلى عبدة الأوثان .. »[إحياء علوم الدين:
١/ ٤٩٩].
١١ - قال الحسن البصرى: إنكم اتخذتم قراءة القرآن مراحل، وجعلتم الليل جملا، فأنتم تركبونه فتقطعون به مراحله .. وإنّ من كان قبلكم رأوه رسائل من ربهم فكانوا يتدبرونها بالليل وينفذونها بالنهار [الإحياء: ١/ ٥٠٠].