وقف من قوله: وليست التوبة إلى أليما، فلا يوقف على السيئات، ولا على الموت، ولا على إني تبت الآن، لأن قوله: ولا الذين يموتون عطف على وليست، والوقف على المعطوف عليه دون المعطوف قبيح، فكأنه قال:
وَلَيْسَتِ التَّوْبَةُ لِلَّذِينَ يَعْمَلُونَ السَّيِّئاتِ الذين هذه صفتهم وَلَا الَّذِينَ يَمُوتُونَ وَهُمْ كُفَّارٌ فالذين مجرور المحل عطفا على الذين يعملون: أي ليست التوبة لهؤلاء ولا لهؤلاء، فسوّى بين من مات كافرا وبين من لم يتب إلا عند معاينة الموت في عدم قبول توبتهما، وإن جعلت وللذين مستأنفا مبتدأ وخبره أولئك حسن الوقف على الآن، ويبتدئ وللذين يموتون، واللام في وللذين لام الابتداء وليست لا النافية وإن جعلت قوله أولئك مبتدأ، وأعتدنا خبره حسن الوقف على كفار، وقيل إن أولئك إشارة إلى المذكورين قبل أولئك أَلِيماً تامّ: للابتداء بالنداء كَرْهاً كاف: على استئناف ما بعده، وجعل قوله:
ولا تعضلوهنّ مجزوما بلا الناهية، وليس بوقف إن جعل منصوبا عطفا على أن ترثوا فتكون الواو مشركة عاطفة فعلا على فعل: أي ولا أن تعضلوهنّ، وإن قدّرت أن بعد لا كان من باب عطف المصدر المقدر على المصدر المقدر لا من باب عطف الفعل على الفعل، انظر أبا حيان، ولا تعضلوهنّ ليس بوقف للام العلة مُبَيِّنَةٍ جائز بِالْمَعْرُوفِ تام للابتداء بالشرط والفاء خَيْراً كَثِيراً كاف: وقيل تام مَكانَ زَوْجٍ ليس بوقف، لأن الواو بعده للحال:
أي وقد آتيتم مِنْهُ شَيْئاً حسن مُبِيناً كاف غَلِيظاً تام إِلَّا ما قَدْ سَلَفَ كاف: للابتداء بعده بأن سَبِيلًا تام أُمَّهاتُكُمْ كاف، ومثله ما بعده لأن التعلق فيما بعده من جهة المعنى فقط. وقال أبو حاتم
فَأَعْرِضُوا عَنْهُما كاف رَحِيماً تامّ يَتُوبُ اللَّهُ عَلَيْهِمْ كاف عَلِيماً حَكِيماً حسن، وقال أبو عمرو: كاف وَهُمْ كُفَّارٌ تامّ، وكذا: عذابا أليما كَرْهاً كاف: إن جعل ما بعده مجزوما بالنهي وليس بوقف إن جعل ذلك منصوبا