أوّل مرّة، أو بيانا له، وعليه فلا يوقف على: أول مرة، ولا على: عليم ناراً ليس بوقف لمكان الفاء تُوقِدُونَ تامّ، للابتداء بالاستفهام بعده، ومثله في التمام مِثْلَهُمْ عند أبي حاتم، لانتهاء الاستفهام، ووقف جمع على بَلى ولكل منهما موجب ومقتض، فموجبه عند أبي حاتم تناهي الاستفهام، وموجب الثاني وهو أجود تقدّم النفي، وهو: أوليس، لأن ليس نفي ودخل عليها الاستفهام صيرها إيجابا، وما بعدها لا تعلق له بها فصار الوقف عليها له مقتضيات، وعدم الوقف عليها له مقتض واحد، وماله مقتضيات أجود مما له مقتض واحد، وهذا بخلاف ما في البقرة ما بعد بلى له تعلق بها، لأن ما بعدها من تتمة الجواب، فلا يوقف على بلى في الموضعين فيها كما مرّ التنبيه عليه بأشبع من هذا الْخَلَّاقُ الْعَلِيمُ كاف كُنْ حسن، لمن قرأ فَيَكُونُ بالرفع خبر مبتدإ محذوف، أي: فهو يكون، وليس بوقف لمن قرأه بالنصب عطفا على: يقول فَيَكُونُ كاف، على القراءتين كُلِّ شَيْءٍ جائز تُرْجَعُونَ تامّ القراءة ترجعون بالفوقية مجهولا، وقرئ بفتحها.
سورة والصافات مكية (١)
كلمها ثمانمائة وستون كلمة، وحروفها ثلاثة آلاف وثمانمائة وستة وعشرون حرفا، وفيها مما يشبه الفواصل، وليس معدودا بإجماع موضعان:
ــ
حسن رَمِيمٌ كاف تُوقِدُونَ تامّ، وكذا: أن يخلق مثلهم بلى الْعَلِيمُ حسن كُنْ فَيَكُونُ تقدّم في سورة البقرة كُلِّ شَيْءٍ جائز، آخر السورة تامّ.
سورة والصافات مكيّة إِنَّ إِلهَكُمْ لَواحِدٌ تامّ، وقال أبو عمرو: كاف
(١) وهي مكية، وهي مائة وثمانون وآية في البصري، واثنان في الباقي والخلاف في آية: وَما كانُوا يَعْبُدُونَ [٢٢] غير بصري انظر: «التلخيص» (٣٨٣).