للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

سورة البقرة ثمان سنين، أخرجه مالك في موطئه، وما نقل عن الصحابة فالنفس إليه أميل مما نقل عن التابعين، لأن قول الصحابي كذا له حكم المرفوع إلى النبي صلّى الله عليه وسلّم خصوصا من دعا له النبي صلّى الله عليه وسلّم كابن عباس حيث قال له: «اللهم فقهه في الدين وعلمه التأويل». قال ابن عباس: «قال لي رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: لما رأيت جبريل لم يره خلق إلا عمى إلا أن يكون نبيا ولكن يكون ذلك في آخر عمرك».

التنبيه الحادي عشر (١): أوّل من اقتصر على جمع قراءة السبعة المشهورين أثناء المائة الرابعة: أحمد بن موسى بن العباس بن مجاهد.

واختلاف القرّاء اختلاف تنوّع وتغاير لا اختلاف تضادّ وتناقض،

ــ

كسرة، وهو اختلاس الضمة أو الكسرة وانتزاعها إلى محل الواو أو الياء، ويفارق الإشمام بأنه يدركه البصير والأعمى، والإشمام لا يدركه إلا البصير، واختص به الضمّ لإمكان الإشارة إلى محله بخلافها إلى محل الكسر والفتح، والروم في المفتوح ليس بحسن لأنه غير مضبوط لخفاء الألف، والمنصوب المنون يبدل تنوينه ألفا في الوقف إيذانا بوجوده في الوصل، واختاروا الألف لشبهها بالتنوين، لأنها تهوى في خرق الفم وهو يهوى في الخياشيم وكان القياس أن يقفوا على المرفوع والمجرور المنونين بالواو والياء إلا أن الوقف عليه بالواو يخرج عن الأصل، إذ ليس في كلامهم اسم آخره واو مضموم ما قبلها، ولو وقف على المجرور بالياء لالتبس بالمضاف إلى ياء المتكلم وقد حققت ذلك كله في شرح الشافية. واعلم أن القرّاء اختلفوا في الظنونا، والرسولا، والسبيلا، فمنهم من يثبت الألف فيها وقفا ويحذفها وصلا، ومنهم من يثبتها فيهما، ومنهم من يحذفها فيهما.

وذلك مذكور في محله، ومن نوّن: قواريرا وسلاسلا، في هل أتى وثمودا في هود


(١) ثم توارد العلماء بعد ذلك حتى جاء الإمام أبو عمرو الداني وألف التيسير في القراءات السبع ثم جاء الإمام ابن الجزري وألف تحبير التيسير ليجمع فيه القراءات العشرة المتواترة، ليدفع توهم من ظن أن القراءات المتواترة سبعة فقط، ثم ألف النشر و «طيبة النشر» التي هي نظم للنشر ليجمع فيه كل القراءات المتواترة فجمع فيها زهاء ألف طريق للقراءات فحفظ الله عز وجل ذلك العلم المبارك بهذا الرجل وجعله سببا في خدمة كتابه، اللهم اجعلنا كذلك آمين.

<<  <   >  >>