ولا وقف من أوّلها إلى: لكنود لاتصال الجواب بالقسم فلا يوقف على ضبحا، ولا على قدحا ولا على صبحا ولا على نقعا، ولا على جمعا، لأن القسم قد وقع على جميع ذلك، فلا يقطع بعضه من بعض لَكَنُودٌ حسن، على استئناف ما بعده، والمراد بالإنسان: الكافر والمنافق، والكنود الكفور، يقال كند أباه إذا كفره، قال الشاعر:[الكامل]
أحدث لها تحدث وصالك إنّها ... كند لوصل الزائر المعتاد
وأنشد أيضا:[الطويل]
كنود لنعماء الرجال ومن يكن ... كنودا لنعماء الرجال يبعّد
لَشَهِيدٌ حسن، سواء عاد الضمير على الله أو على الإنسان لَشَدِيدٌ حسن. قال الفراء: أصل نظم الآية أن يقال وإنه لشديد الحب للخير فلما قدّم الحبّ قال لشديد وحذف من آخره ذكر الحبّ، لأنه قد جرى ذكره ولرءوس الآي كقوله: وفي يوم عاصف، والعصوف للريح لا لليوم كأنه قال في يوم عاصف الريح ما فِي الصُّدُورِ تامّ. وقال الكواشي: ولم أر أحدا من الأثبات ذكر هنا وقفا وأرى الوقف هنا حسنا وهو كما قال للابتداء بأن ومفعول يعلم محذوف وهو العامل في الظرف، أي: أفلا يعلم ما له إذا بعثر. أو أنه ما دلّ عليه خبر إنّ، أي: إذا بعثر جوزوا، آخر السورة: تامّ.
سورة والعاديات مكية أو مدنية وجواب القسم إِنَّ الْإِنْسانَ لِرَبِّهِ لَكَنُودٌ وهو حسن إن لم يجعل ما بعده من تتمته بل مستأنفا، وعلى هذا لَشَهِيدٌ حسن، وكذا: لشديد، وإن جعل من تتمته، فالأولان كافيان، والثالث حسن ما فِي الصُّدُورِ تامّ، وكذا: آخر السورة.