السموات وفي الأرض متعلقا بيعلم، أي: يعلم سرّكم وجهركم في السموات وفي الأرض، فتكون الآية من المقدّم والمؤخر، نظيرها الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي أَنْزَلَ عَلى عَبْدِهِ الْكِتابَ وَلَمْ يَجْعَلْ لَهُ عِوَجاً قَيِّماً أي: أنزل على عبده الكتاب قيما ولم يجعل له عوجا، وليس بوقف إن جعلت الجملة خبرا ثانيا، أو جعلت هي الخبر، والله بدل، أو جعل ضمير هو ضمير الشأن وما بعده مبتدأ وخبره يعلم. انظر أبا حيان وَفِي الْأَرْضِ حسن، أي: معبود فيهما وَجَهْرَكُمْ جائز تَكْسِبُونَ كاف، ومثله: معرضين لَمَّا جاءَهُمْ جائز، لأن سوف للتهديد، فيبتدأ بها لأنها لتأكيد الواقع يَسْتَهْزِؤُنَ تام، ولا وقف من قوله: أَلَمْ يَرَوْا، إلى بِذُنُوبِهِمْ فلا يوقف على: مِنْ قَرْنٍ، ولا على ما لَمْ نُمَكِّنْ لَكُمْ، لعطف ما بعده على ما قبله، ولا على مِدْراراً بِذُنُوبِهِمْ حسن آخَرِينَ أحسن مما قبله مُبِينٌ كاف عَلَيْهِ مَلَكٌ حسن لا يُنْظَرُونَ كاف، ومثله: ما يَلْبِسُونَ ماضية ليس مفتوح الموحدة ومضارعه بكسرها، مأخوذ من الإلباس، في الأمر، لا من اللبس الذي ماضيه مكسور الباء ومضارعه بفتحها مِنْ قَبْلِكَ حسن، عند بعضهم يَسْتَهْزِؤُنَ تامّ، ومثله: المكذبين قُلْ لِلَّهِ كاف الرَّحْمَةَ حسن، إن جعلت اللام في لَيَجْمَعَنَّكُمْ جواب قسم محذوف كأنه قال: والله ليجمعنكم، وليس بوقف إن جعلت اللام جوابا لكتب لأن كتب أجرى مجرى القسم فأجيب بجوابه، وهو ليجمعنكم، كما في قوله: لَأَغْلِبَنَّ أَنَا وَرُسُلِي قال السجاوندي قال الحسن: أقسم وأحلف
حسن. وقال أبو عمرو: تامّ وفِي الْأَرْضِ حسن وَجَهْرَكُمْ جائز تَكْسِبُونَ حسن. وقال أبو عمرو: تام مُعْرِضِينَ كاف يَسْتَهْزِؤُنَ تام بِذُنُوبِهِمْ صالح. وقال أبو عمرو: كاف آخَرِينَ حسن، وكذا: سحر مبين. وقال أبو عمرو فيهما: تام عَلَيْهِ مَلَكٌ صالح لا يُنْظَرُونَ تام، وكذا: يلبسون، ويستهزءون،