قبلها شَيْئاً حسن، ومثله: علما، وقيل كاف أَفَلا تَتَذَكَّرُونَ كاف سُلْطاناً حسن تَعْلَمُونَ تام، لتناهي الاستفهام إلى ابتداء الأخبار، ولو وصله بما بعده لاشتبه بأن الذين آمنوا متصل بما قبله، بل هو مبتدأ خبره، أولئك لهم الأمن لأن جواب أن منتظر محذوف تقديره إن كنتم من أهل العلم فأخبروني، أي: الفريقين المشركين أم الموحدين أحق بالأمن. وأضاف أيا إلى الفريقين، ويعني فريق المشركين وفريق الموحدين، وعدل عن أينا أحق بالأمن أنا أم أنتم احترازا من تجريد نفسه فيكون ذلك تزكية لها بِظُلْمٍ ليس بوقف لأن خبر المبتدإ لم يأت وهو: أُولئِكَ لَهُمُ الْأَمْنُ أو الذين مبتدأ وأولئك مبتدأ ثان ولهم الأمن خبر أولئك والجملة من أولئك وما بعده خبر عن الأول، لا إن جعل الذين خبر مبتدإ محذوف، أي: هم الذين ووقف نافع على بظلم كان التقدير عنده، فأي الفريقين أحق بالأمن الذين آمنوا ولم يلبسوا إيمانهم بظلم أم الذين لم يؤمنوا؟ فعلى هذا وصلت الذين بما قبله، وابتدأ بأولئك لَهُمُ الْأَمْنُ جائز وَهُمْ مُهْتَدُونَ تامّ عَلى قَوْمِهِ كاف، على استئناف ما بعده، من نشاء كذلك عَلِيمٌ تامّ وَيَعْقُوبَ حسن، ومثله: كلا هدينا لأن نوحا مفعول لما بعده، ولو وصل بما بعده لالتبس بأنه مفعول لما قبله وَنُوحاً هَدَيْنا حسن مِنْ قَبْلُ كاف، على أن الضمير في: ومن ذريته عائد على نوح لأنه أقرب مذكور لأنه ذكر لوطا، وليس هو من ذرية إبراهيم لأن لوطا ابن أخي إبراهيم فهو من ذرية نوح، والمعنى ونوحا هدينا من قبل إبراهيم وإسحاق ويعقوب، وعدّ من جملة الذرية يونس، وليس هو أيضا من ذرية إبراهيم إلا أن يقال أراد وهدى يونس ولوطا، فعلى هذا التقدير