يبتدئ إن العزة، وإن كان من المستحيل أن يتوهم أحد أن هذا من مقول المشركين، إذ لو قالوا ذلك لم يكونوا كفارا ولما حزن النبي صلّى الله عليه وسلّم بل هو مستأنف ليس من مقولهم، بل هو جواب سؤال مقدّر كأن قائلا قال لم لا يحزنه قولهم وهو مما يحزن؟ أجيب بقوله: إِنَّ الْعِزَّةَ لِلَّهِ جَمِيعاً ليس لهم منها شيء، ولو وصل لتوهم عود الضمير إلى الأولياء، وقول الأولياء لا يحزن الرسول بل هو مستأنف تسلية عن قول المشركين وليس بوقف لمن قرأ أن العزة بفتح الهمزة، وبها قرأ أبو حيوة على حذف لام العلة، أي: لا يحزنك قولهم لأجل أن العزة لله، وبالغ ابن قتيبة. وقال فتح إن كفر وغلوّ على أن إن تصير معمولة لقولهم، إذ لو قالوا ذلك لم يكونوا كفارا كما تقدم جَمِيعاً حسن الْعَلِيمُ تامّ وَمَنْ فِي الْأَرْضِ حسن، ومثله: شركاء للنفي بعده، أي: ما يعبدون من دون الله شركاء إِلَّا الظَّنَّ كاف يَخْرُصُونَ تامّ مُبْصِراً كاف يَسْمَعُونَ تامّ سُبْحانَهُ حسن هُوَ الْغَنِيُّ أحسن منه، أي: عن الأهل والولد وَما فِي الْأَرْضِ كاف، للابتداء بالنفي، أي: ما عندكم حجة بهذا القول مِنْ سُلْطانٍ بِهذا حسن ما لا تَعْلَمُونَ كاف، ومثله: لا يفلحون و: متاع في الدنيا يَكْفُرُونَ تامّ نَبَأَ نُوحٍ جائز: ولا يوصل بما بعده لأنه لو وصل لصار إذ ظرفا لأتل بل هو ظرف لمقدر، أي: اذكر إذ قال، ولا يجب نصب إذ باتل لفساده إذ اتل مستقبل وإذ ظرف لما مضى تَوَكَّلْتُ حسن وَشُرَكاءَكُمْ أحسن منه: لمن نصب شركاءكم عطفا على أمركم، وبه قرأ العامة، ومن قرأ شركاؤكم بالرفع مبتدأ محذوف الخبر، أي: وشركاؤكم
مبتدأ فإن جعل وصفا لأولياء الله لم يكن ذلك وقفا، وعليه فالوقف التامّ عند يَتَّقُونَ وَفِي الْآخِرَةِ تامّ لا تَبْدِيلَ لِكَلِماتِ اللَّهِ صالح الْعَظِيمُ تامّ، وكذا: ولا يحزنك قولهم، و: العليم وَمَنْ فِي الْأَرْضِ حسن شُرَكاءَ كاف يَخْرُصُونَ تام مُبْصِراً كاف يَسْمَعُونَ تامّ سُبْحانَهُ حسن، والأحسن الوقف على: هو الغنى وَما فِي الْأَرْضِ كاف مِنْ سُلْطانٍ بِهذا حسن ما لا تَعْلَمُونَ تامّ لا يُفْلِحُونَ كاف يَكْفُرُونَ تامّ نَبَأَ نُوحٍ حسن،