للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

قبله أو جرّ كما تقدم، ومعنى أحكمت آياته بالفضل، ثم فصلت بالعدل، أو أحكمت آياته في قلوب العارفين، ثم فصلت أحكامه على أبدان العارفين، وخص بالأحكام في قوله: منه آيات محكمات، وعمم هنا لأنه أوقع العموم بمعنى الخصوص، كقولهم أكلنا طعام زيد يريدون بعضه قاله ابن الأنباري، ولا يوقف على بشير لأن قوله: وأن استغفروا ربكم معطوف على ما قبله داخل في صلة أن إِلَّا اللَّهَ حسن، وقيل كاف فَضْلَهُ كاف، للابتداء بعده بالشرط، ومثله: كبير إِلَى اللَّهِ مَرْجِعُكُمْ صالح، لاحتمال الواو بعده للحال والاستئناف قَدِيرٌ كاف ومِنْهُ حسن، وقيل: كاف ثِيابَهُمْ ليس بوقف لأن عامل حين قوله بعد، يعلم، أي: ألا يعلم سرّهم وعلنهم حين يفعلون كذا. وهذا معنى واضح. وقيل يجوز لئلا يلزم تقييد علمه تعالى بسرّهم وعلنهم بهذا الوقت الخاص، وهو تعالى عالم بذلك في كل وقت. وهذا غير لازم لأنه إذا علم سرّهم وعلنهم في وقت التغشية التي يخفى السرّ فيها فأولى في غيرها، وهذا بحسب العادة. قاله السمين وَما يُعْلِنُونَ كاف بِذاتِ الصُّدُورِ تام عَلَى اللَّهِ رِزْقُها جائز وَمُسْتَوْدَعَها كاف مُبِينٍ تامّ، أي: في اللوح قبل أن يخلقها، ومستقرّها هو أيام حياتها، ومستودعها هو القبر، قاله الربيع. ويدل على هذا التفسير قوله: في وصف الجنة حَسُنَتْ مُسْتَقَرًّا وَمُقاماً وفي وصف النار إِنَّها ساءَتْ مُسْتَقَرًّا وَمُقاماً قاله النكزاوي أَحْسَنُ عَمَلًا حسن سِحْرٌ مُبِينٌ كاف ما يَحْبِسُهُ حسن، وقيل كاف، وقيل تامّ مَصْرُوفاً

ــ

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .


صالح، وكذا: فضله، بل هو أصلح منه يَوْمٍ كَبِيرٍ كاف قَدِيرٌ حسن، وكذا:
ليستخفوا منه. وقال أبو عمرو: في الأولين تامّ، وفي الثالث كاف وَما يُعْلِنُونَ كاف بِذاتِ الصُّدُورِ تامّ وَمُسْتَوْدَعَها حسن، وكذا: مبين. وقال أبو عمرو فيه: تامّ أَحْسَنُ عَمَلًا كاف وكذا: سحر مبين ما يَحْبِسُهُ حسن، وقال أبو عمرو: كاف يَسْتَهْزِؤُنَ كاف، وكذا: كَفُورٌ، والسيئات عني فَخُورٌ كاف، عند بعضهم.

<<  <   >  >>