باذكر مقدرا، وليس بوقف إن علق إذ بما قبلها وَنَحْنُ عُصْبَةٌ كاف، ومثله: مبين، ولا يكره الابتداء بما بعدها، إذ القارئ ليس معتقدا معناه، وإنما هو حكاية قول قائل حكاه الله عنه (١) وَجْهُ أَبِيكُمْ ليس بوقف لعطف ما بعده على ما قبله صالِحِينَ كاف لا تَقْتُلُوا يُوسُفَ جائز فِي غَيابَتِ الْجُبِّ ليس بوقف لأن يلتقطه جواب الأمر، وقرأ نافع غيابات الجب في الموضعين والباقون بالإفراد فاعِلِينَ كاف، ومثله: لناصحون ونلعب حسن لَحافِظُونَ كاف، ومثله: غافلون، ولخاسرون فِي غَيابَتِ الْجُبِّ يبنى الوقف على الجبّ على اختلاف التقادير. فإن جعل جواب لما محذوفا تقديره فعلوا به ما أجمعوا عليه من الأذى أو سروا بذهابهم به وإجماعهم على ما يريدون، والواو في أوحينا عاطفة على ذلك المقدر ولم يجعل وأوحينا جواب لما لعدم صحته، وذلك أن الإيحاء كان بعد إلقائه في الجبّ، فليس مرتبا على عزمهم على ما يريدون، وإنما يترتب
الجواب المقدر، وبهذا يحسن الوقف على الجبّ، ويحسن أيضا على استئناف وأوحينا ولم يجعل داخلا تحت جواب لما، وليس بوقف إن جعل جواب لما قالُوا يا أَبانا إِنَّا ذَهَبْنا أو جعل جواب لما قوله: وأوحينا على مذهب الكوفيين أن الواو زائدة، أي: فلما ذهبوا به أوحينا، وعلى هذين التقديرين لا يوقف على الجبّ وَهُمْ لا يَشْعُرُونَ كاف يَبْكُونَ جائز، ومثله: فأكله الذئب للابتداء بالنفي صادِقِينَ كاف بِدَمٍ كَذِبٍ جائز أَمْراً حسن فَصَبْرٌ جَمِيلٌ
ــ
كاف، ولا يوقف على قوله: عصبة، ولا على قوله: ضلال مبين، لبشاعة الابتداء بما بعدهما قَوْماً صالِحِينَ تامّ، وكذا: غافلين لَناصِحُونَ حسن (نرتع ونلعب) مفهوم لَحافِظُونَ كاف، وكذا: غافلون لَخاسِرُونَ حسن، وكذا: لا يشعرون.
وقال أبو عمرو في الثاني: تامّ يَبْكُونَ صالح، وكذا: فأكله الذئب صادِقِينَ
(١) نعم إن لم يعتقد القارئ معناه وإلا لو اعتقد معناه لكفر والعياذ بالله تعالى، وإن خاف على سامع اللبس كان يكون حديث عهد بإسلام أو بسماع قرآن فحينئذ الأفضل له أن يقرأ بما فيه أمن اللبس.