خبر مثل محذوف، أي فيما يتلى عليكم أو يقصّ. قال سيبويه: وقال ابن عطية: مثل مبتدأ وأعمالهم مبتدأ ثان، وكرماد خبر الثاني، والجملة خبر الأول. قال أبو حيان: وهذا عندي أرجح الأقوال. وكذا يوقف على بربهم إن جعلت وأعمالهم جملة مستأنفة على تقدير سؤال، كأنه قيل: كيف مثلهم؟
فقيل أعمالهم كرماد، كما تقول زيد عرضه مصون وماله مبذول، فنفس عرضه مصون هو نفس صفة زيد، وليس بوقف إن جعل خبر مثل: قوله أعمالهم، أو جعل مثل مبتدأ وأعمالهم بدل منه بدل كل من كل فِي يَوْمٍ عاصِفٍ جائز على استئناف ما بعده، وعاصف على تقدير عاصف ريحه، ثم حذف ريحه وجعلت الصفة لليوم مجازا، والمعنى أن الكفار لا ينتفعون بأعمالهم التي عملوها في الدنيا إذا احتاجوا إليها في الآخرة لإشراكهم بالله، وإنها هي كرماد ذهبت به ريح شديدة الهبوب فمزقته في أقطار الأرض لا يقدرون على جمع شيء منه. فكذلك الكفار. قاله الكواشي عَلى شَيْءٍ كاف الْبَعِيدُ تامّ بِالْحَقِّ حسن: للابتداء بالشرط، ومثله: جديد وَما ذلِكَ عَلَى اللَّهِ بِعَزِيزٍ أحسن منهما، لأن
به تمام الكلام تَبَعاً حسن، للابتداء بالاستفهام ومِنْ شَيْءٍ، ولَهَدَيْناكُمْ، وأَمْ صَبَرْنا كلها وقوف حسان مِنْ مَحِيصٍ تام، لما فرغ من محاورة الأتباع لرؤسائهم الكفرة ذكر محاورة الشيطان وأتباعه من الإنس، ولا وقف من قوله:
وقال الشيطان إلى قوله: من قبل، لأن ذلك كله داخل في القول، لأنها قصة واحدة، وقيل يوقف على: فأخلفتكم، وفاستجبتم لي، ولوموا أنفسكم، وما
وكذا: بميت غَلِيظٌ تامّ مَثَلُ الَّذِينَ كَفَرُوا بِرَبِّهِمْ حسن: إن جعل خبره محذوفا، أي: فيما نقصّ عليك مثل الذين كفروا بربهم أو مثل الذين كفروا بربهم شرّ مثل، وليس بوقف إن جعل خبره أعمالهم إلخ عَلى شَيْءٍ كاف الْبَعِيدُ تامّ بِالْحَقِّ حسن. وقال أبو عمرو: كاف جَدِيدٍ حسن، وكذا: بعزيز مِنْ