وتكون تبيينا. هذا في تقديم الصلة وتفريقها. وأما حذف الموصول وإبقاء صلته عوضا عنه، ودليلا عليه، نحو إن المصدّقين والمصدّقات وأقرضوا الله، أي: والذين أقرضوا الله فهو سائغ كقول الشاعر: [الوافر]
فمن يهجو رسول الله منكم ... ويمدحه وينصره سواء
يريد ومن يمدحه. أيضا يجوز الوقف على إليكما ثم يبتدئ بآياتنا إن جعل بآياتنا قسما وجوابه فلا يصلون مقدّما وعليه. وردّ هذا أبو حيان. وقال جواب القسم لا تدخله الفاء وإن جعل جوابه محذوفا، أي: وحق آياتنا لتغلبن جاز، وقيل: متعلقة بنجعل، أي: ونجعل لكما سلطانا بآياتنا. وقيل: متعلقة بيصلون وهو المشهور، وقيل متعلقة بمحذوف، أي: اذهبا بآياتنا. وضعف قول من قال: إن في الآية تقديما وتأخيرا، وإن التقدير ونجعل لكما سلطانا بآياتنا فلا يصلون إليكما، لأن ذلك لا يقع في كتاب الله
بتوقيف أو بدليل قطعي، انظر السمين. وهذا غاية في بيان هذا الوقف ولله الحمد الْغالِبُونَ تامّ، ولا وقف من قوله: فلما جاءهم موسى إلى الأولين، فلا يوقف على بينات، لأن جواب لما لم يأت، ولا على مفتري لعطف ما بعده على ما قبله الْأَوَّلِينَ تامّ على قراءة ابن كثير. قال بغير واو، وجائز على قراءة الباقين بالواو، وهو عطف جملة على جملة عاقِبَةُ الدَّارِ كاف الظَّالِمُونَ تامّ غَيْرِي جائز، ولا يوقف على إله موسى، لأن ما بعده من مقول فرعون أيضا، ووسمه شيخ الإسلام بالكافي، وعليه فلا كراهة للابتداء بما بعده، لأن الوقف على هذا وما أشبهه القارئ غير معتقد لمعناه، وإنها هو حكاية قول قائله: حكاه الله عنه. هذا هو المعتمد كما تقدّم غير مرّة مِنَ الْكاذِبِينَ
بيصلون وهو المشهور. وقيل: متعلقة بالغالبون، فالوقف على إليكما الْغالِبُونَ حسن، وكذا: الأولين عاقِبَةُ الدَّارِ كاف الظَّالِمُونَ حسن مِنْ إِلهٍ غَيْرِي مفهوم إِلى إِلهِ مُوسى كاف، ولا أحبه لبشاعة الابتداء بما بعده مِنْ